خلًي نروح شويه بعيد عن السياسه و أحجيلكم قصه الوز كما بعثها لي صديقي أبو أكرم الساكن في بلاد المهجر
يقول أبو أكرم الورده في قصته العاطفيه كلش...معظم الاوقات و انا مشغول في عملي مثل أي عراقي مسكين في المهجر...و مرًات كثيره استمر بالشغل حتى بالعطل الرسميه... لزوم الشغل " و الخوف من البطاله "... الى ان فد يوم من الايام جائتني دفره من صديق و قال لي...أبو أكرم...معوًد...الشغل ابد ما يخلص...دروح اخذ عائلتك بيوم العطله و اطلع بفد مكان و غير جو...تره ما يصير هيجي
و الله آني هم صفنت بكلام صديقي اللي اسمع مثله يوميا من قبل زوجتي..و الله معاه حق...لازم أغير جو و اقضي بعض الوقت مع عائلتي...فهم احق مني من الكل...هنا و طكت الدمعه من عيني الدمعه...عبالك كاعد دا أتفرج على فلم هندي
رحت للبيت وانا فرح و قلت لزوجتي اننا سنخرج في نهايه الاسبوع و سنأخذ الاطفال معنا لنقضي وقتا ممتعا. الكل هلل و استبشر لهذه الاخبار حتى ابني ذو السنتين الذي صفق مع تصفيق اخوانه من غير ان يعرف المناسبه
و في اليوم الموعود ركبنا السياره و انطلقنا الى المتنزه الكبير الواقع في غرب المدينه...كان الجو لطيفا و السماء صافيه . أطفأت جهاز الهاتف المحمول لكي لا يزعجني احد بمكالمات تخص العمل و وضعت سي دي مال كاظم الساهر و أخذنا نستمتع بوقتنا معا...الحمد لله لاول مره يبتسم الحظ لأخوكم العراقي و يحضى بوقت عائلي و جو رائع
وصلنا الى المتنزه الكبير و بدأ الاطفال بمساعدتي في انزال أغراض السفره...اطفال حبابين و بمنتهى الاخلاق و الادب ...ما هان عليهم يشوفون ابوهم ينزل الاغراض لوحده فأنزلوا كل أغراضهم من بايسكلات و عدًه اللعب الخاصه بهم و أنطلقوا بعد ان تركوني وحيدا اتولى بقيه اغراض السفره من بسط و مواعين و اكل و اغراض الصغير الذي كان الوحيد الواقف الى جانبي بعد ان تركته امه معي و انطلقت للتنزه على شاطئ البحيره القريب مع صديقتها التي لمحتها زوجتي ما ان نزلنا من السياره...شوفوا الصدف السعيده
و بعد ان انزلت كل الاغراض و فرشت البسط و رتبت كل اغراض الاكل و الشواء و ابدلت غيارات الطفل قررت أن اتنزه بصحبه صغيري ذو السنتين " الوحيد الباقي معي " و اقوم بجوله حول المتنزه معه....كان وقتا جميلا قضيته بصبحه صغيري نتمشى سويا و انا اتكلم معه و هو لا يقاطعني ابدا...استرسلت معه بالحديث عن عملي و مشاكلي و معاناتي في بلاد المهجر و ان كنت لا أدري ان كان يستوعب ما يقول....و بانت عليه أول علامات الشغف بكلامي و تعاطفه مع مشاكلي حين تركني وحيدا و ركض بأتجاه الوز الموجود على جانب البحيره .فرأيت من الانصاف ان اتركه يقضي بعض الوقت الممتع مع هذه الطيور الجميله بعد ان كان صبورا معي في سماعه لمشاكلي
وصلنا الى مكان الوز و أخذ ابني الصغير يصفق و يركض خلفهم و هو سعيد...الوز بدأ يجامل ابني الصغير فيركضون امامه مسافه قصيره ثم و بمناوره صغيره يلتفون حوله و يصبحون وراءه...كان ابني سعيد بهم و باللعب معهم...حمدت ربي انني و ابني أخذنا نستمتع بالوقت و بالنزهه التي كان يجب ان نقوم بها منذ وقت طويل. المكان كان بمنتهى الروعه...و الغريب انه نظيف جدا جدا فلا اثر لوساخات الوز او اي شئ من هذا القبيل....عمي صدك ناس تشتغل...و هنا رأيت الناس تطعم الوز صمون شكله مربع...لم أعرف من اين اتوا بهذا الصمون فأقتربت من أحد الربع الاجنبي و سألته...عمو بروح ابوك منين جبت هذا الصمون " طبعا قلتها بأنكليزيه ممتازه جدا "
In the spirit of your father tell me from where you bring this Samoon
اشار الاخ الاجنبي " و الله آني ابقى اكول عليهم أجانب و انسى انه انا هو الاجنبي في بلدهم " الى مكان قريب يبيع فيه رجل كبير في السن بعض الصمون المربع " ما أدري ليش مسوين شكله مربع " فاشتريت بعض الصمون و أعطيت قسم منه لابني ليقوم بأطعام الوز و ابقيت القسم الاخر منه بيدي...تجمع الوز حول ابني و بدأوا بالاكل من يده الصغيره و هو فرح و انا أراقب المنظر بكل غبطه...منتهى السعاده يعيشها أخوكم العراقي
وهناك اكو فد وزه شافت الصمون المتبقي في يدي فاقتربت مني محاوله أكل هذا الصمون...فحاولت ان اشرح لها بالحسنى ان هذا الصمون سيقوم بتوزيعه لهم ابني الصغير حالما ينهي ما في يده من صمون و لكن دون جدوى...شلون وز جوعي...المشكله ان رفاقها الوز و عندما شاهدوا ما يحدث بيني و بين رفيقتهم انضموا اليها في محاوله منهم على الاستيلاء على بقيه الصمون...اني هم فد واحد عراقي ما يطأطأ راسه حتى للوز الاجنبي....اصريت على ان لا أعطيهم أي شي الا عندما ينهي ابني الصمون الذي في يده ..و هنا حاولت الوزه و بالقوه أخذ الصمون من يدي ...آني هم حاولت منعها بالوسائل السلميه بدون جدوى ...و في حركه خاطفه من قبل الوزه الاولى " الجوعيه " خطفت بعض من الصمون الذي في يدي و لكنها و في حركتها هذه عضت اصبعي باسنانها...شعرت بالم فضيع..و لم اتصور في يوم ما ان للوز اسنان حاده لهذه الدرجه...هنا صعدت الحميه العراقيه برأسي من جراء الالم الذي شعرت به و لم اتمالك نفسي...و عينكم ما تشوف الا النور....أطلقت كل ما تعلمته من حركات كندايزريه و ساسوكيه و اخذت بتطبيقها على ارض الواقع و نزلت دك بالوز...صفعات على دفرات على جلاليق ..عده دقائق مضت بطيئه و انا اذيق الوز الويل و الثبور و اريهم مهاراتي الدفراتيه. هدأت بعد ان تفرق الوز و اندحرت فلولهم الى ما بعد سله القمامه في آخر المنتزه.
شعرت بالزهو و الانتصار خاصه انها المره الاولى اللي ابني يشوف ابوه و هو بطل " قصدي يبسط و ما ينبسط " . و ما هي الا لحظات حتى شاهدت شرطي يقترب مني و معه أمراه عجوز تجرجره و تشير الي باصبعها و تقول له...هذا هو ...انه هو و ليس غيره...اقترب مني ابو أسماعيل الاجنبي و سألني بكل أدب...سيدي هل كنت في معركه مع الوز .....فأجبته اي و الله...كان المفروض ان تاتي و تساعدني قبل ذلك و لكن لا تخاف....داعيك مزقتهم شر ممزق " ما أدري شلون كلت هاي بالانكليزي " فسالني أن كنت قد ضربت الوز بقسوه...اجبته بثقه " نعم لا تخاف اخذت حيفي منهم لاخر قطره...مجموعه مجموعه...منقار منقار...وزه وزه.... و ريشه ريشه.. لانه هم من بداوها معي و عضت وزه منهم أصبعي و البادئ اظلم " ...رأيت علامات دهشه و تعجب على وجه الشرطي ما أدري ليش و كأن العراقي مو كدهه و كرر سؤاله لي و بكل أحترام " سيدي اتقول بانك ضربت الوز و بقسوه " اجبته " نعم نعم...و داعتك طيحت حظهم و خليت طشارهم ما اله والي "
هنا التفت ابو اسماعيل الى السيده العجوز و شكرها لا أدري على ماذا ثم امسك بياقه قميصي و جرجرني الى السياره...معوًد أبو اسماعيل ...شنو القصه !!!!! قال لي بأني أعتديت على وز الحديقه و امام الملأ ...ابو أسماعيل ..معود الناس تذبح الوز و تاكله...آني بس ضربتهم كم جلاق...يعني شصار.
لم تنفع توسلاتي بابو اسماعيل الاجنبي و يا له من منظر و انا امشي مرفوع الرأس مع الشرطي الاجنبي و هو يمسح ياقه قميصي بين الفينه و الاخرى في طريقنا الى سياره الشرطه..هنا و تذكرت ابني الصغير فصحت بالشرطي " عمو ...ابني الصغير معي و هو لوحده " هنا توقف الشرطي وسط املي بان يتركني الشرطي لخاطر ابني الصغيرون. مع الاسف كنت مخطئا...فقد نظر الي الشرطي شزرا و قال لي " فوكاهه تضرب الوز امام ابنك ...انك لقدوه سيئه" هاي شلون طركاعه مع هذا الشرطي...اجيبه يمين يطلعلي يسار . سألني و قال لي " هل امه قريبه " فقلت له نعم هي هنا في المتنزه فأمرني أن اتصل بها لتاتي و تاخذ ابني.
اتصلت بزوجتي و شرحت لها باني ذاهب لمشوار مع واحد حباب لاسباب فنيه و عليها ان تاخذ الطفل و مفاتيح سيارتي . كان منظر مؤثر و زوجتي تتسلم الطفل و مفاتيح السياره و الشرطي يجرجرني الى سياره الشرطه...هنا رأيت ابني و هو يهرول بأتجاهي...يا حبيبي يا ابني..خايف على ابوه من البهذله...شوفوا الدم شلون يحن...حضنت ابني و الدمعه في عيني...لكن تبين لي ان ابني كان يبغي بقيه الصمون المتبقي في يدي ليطعمه للوز ولهذا فانه كان يهرول خلفي
بعد عده ساعات خرجت من مركز الشرطه بعد ان افرج عني بكفاله و حدد لي يوم كموعد للمحاكمه...ولك هاي صارت قصه
و في يوم المحاكمه سألني القاضي عن سر تصرفي القاسي مع الوز...شرحت للسيد القاضي الطيب و بالتفصيل الممل ما حدث معي و بينت له استغرابي بانه و حسب علمي فأن الناس تصيد الوز لذبحه و طبخه بينما الحال معي لم يتجاوز البضع جلاليق و كم دفره فما هي المشكله في ذلك
شرح لي السيد القاضي الطيب جدا بأن ذبح الوز أقل ايلاما من ضربه و اقل اهانه لكرامته و أن الوز سيعيش ليتذكر هالكم جلاق اللي اكلوها مني و هذا ما سيجعلهم ينفرون من بني البشر و يتجنبون زوار الحديقه بينما الوز المذبوح لن يعيش ليحيا ذكرى الذبح. و هكذا عدد لي السيد القاضي الطيب حوالي 25 فرقا بين ذبح الوزه و بين ضربها جلاليق. طفرت الدمعه من عيني ليس حزنا على الوز او احساسا بالذنب أو الذيل ...بل بكيت على نفسي عندما سمعت القاضي يتكلم عن الكرامه و تذكرت ايام المدرسه مع المدرسين و يدهم الثقيله ...و العسكريه مع البسطال الناشف لرئيس عرفاء الوحده و لا أدري لماذا تذكرت كل هذا...اييييييه....يا ليتني كنت وزه من قبل هذا فافوز فوزا عظيما
و بعد هذا الشرح المسهب عن حقوق الوز من قبل السيد القاضي الطيب افادني هذا الانسان الرائع بأن هناك عقده ما في داخلي تجعلني لا اقدر هذه المخلوقات " يقصد الوز " و عليه و حتى نعالج هذه المسأله و حتى أكفر عن ذنبي بحق الوز فقد قرر هذا القاضي الطيب بأن اقضي أسبوعيا 16 ساعه و لمده ثلاثه أشهر خدمه أجتماعيه لهذا الوز في نفس المتنزه التي حدثت فيه معركه الوز الاغر. أنا من جانبي هللت فرحا و أستبشرت خيرا بهذا القرار المنصف. أكيد هذه العقوبه ستكون أهون من الغرامه أو الحبس على جريمتي الشنعاء في تجليق الوز و اذاقته الدفرات العراقيه وكل ما علي فعله هو الذهاب للمتنزه و اطعام الوز بعض الخبز أو ربما سيتوجب علي ان اقص عليهم بعض القصص و ما الى ذلك حتى تتلاشى ذكرى الواقعه الشنيعه بحقهم...و في هذه اللحظه فكرت في الفلم الكارتوني نيلز و حمدت الله ان نيلز هذا لم يكن يعيش في هذا البلد الذي أعيش فيه .فهو كان يمتطي الوزه و يقودها من بلد الى آخر..عند ذاك سيشرح له القاضي بأنه لا يجوز معامله الوزه كحمار نقل و الله أعلم بماذا كان سيعاقبه هذا القاضي الطيب.
على كل ذهبت في اليوم الموعود و في الساعه المحدده و قابلت مديره المتنزه. قدمت لها نفسي و قبل أن أسترسل على سبب مجيئي هنا فاجأتني بقولها انها تعرفني و تعرف قصتي بل و حتى انها شاهدتها من خلال كاميرات الامن الموجوده في المتنزه...آنه خوك...طلع حتى هذوله عندهم أمن و يراقبون الناس.أعطتني هذه المديره بعض الاكياس البلاستيكيه مع عربه دفع و عصي و مسحاه و أخذتني الى شخص قالت لي انه سيدربني على عملي الجديد. كان هذا الشخص عريض المنكبين و ذو شارب كث كبير ذكرني بصديق لي أعرفه ايام الخدمه العسكريه. أخذ هذا الشخص يشرح لي عن كيفيه التقاط فضلات الوز و تجميعها بأكياس....آآآآآآآآآآنه خوك...طلعت الخدمه الاجتماعيه هي عباره عن التقاط ضروك الوز و تنظيف مكانهم...يا شماته ابله طازه فيً...أخذت أشرح لصاحبنا ابو شوارب بأني أبن عز و ما متعوًد على هيجي اشغال...نظر الي ابو شوارب هذا و قال لي " شنو جنابك دتستنكف...أذا انت ما تقبل و غيرك ما يقبل منو يابه ينظف المكان " . أويلي طلع هذا القاضي الذي حاكمني لا طيب و لا هم يحزنون
و هكذا يا عزيزي لبيب قضيت تلك الاشهر و انا أنظف ضروك الوز..و صرت مشهورا بين الجاليه العربيه عموما و العراقيه خصوصا ب " مو هذا اللي كام يلم ضروك مال وز بمنتزه المدينه الكبير " . الله يجازي اللي كان السبب .و طوال مده العقوبه يا لبيب و انا أفكر مع نفسي بهذه العقوبه التي علمتني درسا بان لا أهين الوز مره ثانيه و استنتجت بان ابو أسراء و بقيه قرود الحظيره الخضراء عليهم ان يشتغلوا نزًاحين لمجاري العراقيين جميعا بقيه عمرهم الاسود للتكفير عما فعلوه بالشعب العراقي عسى ان يتعلموا الدرس كما تعلمته انا...و أرجع و أكول الله لا ينطيك ياللي كنت السبب في مجيئنا الى بلاد الغربه هذه
عندك قابلية رائعة في قص الحكايات. وآني اكول انت وين هاي الايام .. أثاري عندك واجب اجتماعي في حديقة البط .
ReplyDeleteنشر الموضوع هنا
ReplyDeleteمعركة الوز التاريخية
وهناك تعليق يتطلب ردك.
آني شعليه...هذا صديقي ابو أكرم هو اللي كام يلم ضروك...و ناقل القصه ليس بجامع ضروك...شكرا جزيلا عشتارتنا لمرورك
ReplyDeleteليك الله لبيب هاي قصتة ابو اكرم لو غير واحد؟
ReplyDeleteوداعتك اخ مصطفى هذا ابو أكرم...هوه حظه كلش حلو من شفناه و شافنا...يمشي بالصحراء الخاليه و يوكع على راسه حايط...ما أدري ليش...له قصه أخرى سأنشرها لكم قريبا...و شكرا لمرورك و تركك تعليق...أخوك لبيب
ReplyDelete