2014-01-03

معقولة يا عمو أبو حسين

هو : أبو حسين  بائع مخضر على طريق العامرية و على باب الله
هي : ست رجاء موظفة مرموقه في أمانه بغداد
العلاقة بين الأثنين : أبو حسين فارش بسطية المخضًر على باب الله و درب الست رجاء اللي تفوت من يم أبو حسين كل يوم بطريقها الى الدوام و منه
شنو الربط : ست رجاء دائما تشتري مخضًر من أبو حسين . أبو حسين من عرف أنه ست رجاء تشتغل بالأمانة خاف منها لا تشيلة بليلة سودة لأنه هو ماعندة ترخيص بالبسطيًة . أبو حسين يختار أفضل ما عنده لست رجاء و يبيعها بأسعار تفضيلية...شيسوي الرجًال على باب الله
زين و بعدين : أبو حسين لسانه حلو و طيًب مع ست رجاء و من تجي يكعد يسولف وياهه . مرًات يشكي همه لها من باب كسب التعاطف و مرًات هيه تشكي همها له من باب " أشكي و أبكي حتى لا أحًد يحسدني " و بالأخير تطلع بأحسن الفواكه و الخضر و بأسعار كلش زينة
هم و بعدين ؟ : فد يوم ست رجاء أنقهرت على أبو حسين " عمي أبو حسين أذا دليتك على درب زين تقبل تعوف بسطيتك و تجي تشتغل وياية " سألته الست رجاء . أبو حسين نظر الى سيارة الست رجاء الهيوانداي الآخر موديل و أجابها و بدون تردد " أنت تامرين ست رجاء . أكدر أخلي أبني الزغير علوان بالبسطية و آنه أجي أشتغل وياك ...بس شأشتغل و آنه ما عرف غير هالشغلانة اللي دا توكلني خبز ؟ "
أجابته الست رجاء " عمي أبو حسين ..أنت منًا و بينا و آني لوما ماليه أيدي من ها الشغلة فلا أفاتحك بيها "
و ماذا قال العم أبو حسين ؟ : أجابها أبو حسين و هو يتعشم خيرا في المستقبل " عد عيناج...أنت بس آمري ..أجيج باجر للشغل ؟ "
لا عمي أبو حسين...لا تجيني للشغل . آني أنطيك عنوان بيتي و تعاللي لهناك
و هكذا ألتقى الأثنان في بيت الست رجاء .
و بعدين شصار ؟: " شوف عمي أبو حسين أنت أنسان طيب و تستاهل كل خير و آني لو ما أعزًك فلا أجيبك على هالشغلة"  قالت له الست رجاء . شوف عمو أكو هواية مقاولات بالأمانة و آني و كم واحد مسئولين عن العطاءات و أختيار المقاولين . آني أكلك على يا مقاولة تقدم و بيا سعر و شنو نسبتنا آني و اللجنة و أنت تقدم عطائك و الباقي خليه علينا. أحنا حتى نكدر ندليك على مقاولين ثانويين و همه يسوون كل الشغل ألك...ها شتكول ؟
و هسًة الشغل شلون ماشي : طبعا عمو أبو حسين يأخذ الأوامر من ست رجاء. أبو حسين سعر هاي المقاولة 4 مليون دولار ..حاضر ست رجاء...عمو حسين هاي المقاولة سعر تنفيذها بالحقيقة 300 ألف دولار و الباقي حسب نسبتنا المتفقين عليها...هم حاضر ست رجاء
زين شنو هالفرق في سعر الأحالة و التنفيذ : نفس السؤال سألناه بس التساهيل من رب العالمين . فد يوم جاء مهندس الموقع الجديد الى عمو حسين و قال له " أستاذ ...التنفيذ مو على المواصفة و لا على نفس المواد المتفق عليها و لا جودة العمل هي نفس الجودة المتفق عليها بس أبنك الله يحفظه يكول أنت ما عليك...زين هاي أمانة بغداد شلون راح توقع على أستلام المشروع "...طبعا عمو أبو حسين فرحان كلش بلقب أستاذ أجاب المهندس الجديد " بوية أنت مهندس لو بايع مخضًر...سوي اللي يكلك عليه أبني و لا تجادل...أحنا جايبينك بس أسم مهندس و أذا ما عاجبك أستقيل و أحنا نجيب ألف مهندس بمكانك...لو ما الوالدة موصيتني عليك جان سويتها من زمان "
و تاليها ؟ :  بعد أكثر من سنة صار عمو أبو حسين من المقاولين الكبار و أخذ يوظف المهندسين و يأتي بالمقاولين الثانويين و يأخذ مقاولات بملايين الدولارات . الحمد لله صار عمو أبو حسين مليونير و راحت أيام بسطة المخضر الى غير رجعة . حسين و علوان هسه ويه أبوهم يساعدوه بشغل المقاولات و كل واحد منهم صار عنده قصر و سيارات و يسافر للخارج بالصيف
و هاي تايها للقصًة لو شنو ؟: طبعا ..المقاولات نازلة ترف على عمو أبو حسين و الملايين تزيد في حساباته المصرفية و كل يوم يكبر أكثر و أكثر و الشغل صحيح أنه لا ينفذ بصورة صحيحة و بشكل جيد بل بالحقيقة نوع التنفيذ زفت بس الله ساترها و كلشي ماشي تمام و ست رجاء ما أحتاجت الى كبش فداء و لا هم يحزنون
معقولة ؟: أي و الله معقولة و أذا ما تصدقون روحوا أسألوا الست رجاء...أو ليش تسألون الست رجاء...روحوا و شوفوا الشغل اللي يتم تنفيذه و أنتو قولوا لي يا شغلة تنفذت عدل
زين ليش هيجي ؟ : هذا لأن العراق يعيش زمن الديمقراطية الجديد و الوضع يسير حسب ما هو مخطط له و هو التقدم الى الوراء...زمن عمو أبو حسين و الست رجاء...و اللي ما يعجبة ينطح  راسة بحايط بس لا حايط من اللي بانيه أبو حسين...بعدين يتفلش الحايط
ملاحظة : أي تشابه بالأسماء أو الشخوص هو تشابه مقصود يتحمل الكاتب نص المسئولية...و النص اللاخ يتحملها بوش اللعين
خبر ع الطاير
وزارة التجارة العراقية تنظر " و ستوافق "   على طلب شركة مقاولات أمريكية صاحبها عراقي و مسجلة في أمريكا لكنها تمثل وزارة التجارة البرازيلية لتزويد العراق بكم مليون طن من السكر ....زين شجاب الجلاق على الدولمة...و الله ما أعرف...يمكن الست رجاء تعرف تجاوبنا
علي بابا يقول : سندباد...العم علاء الدين...لماذا نحن متبهذلين في أصقاع الأرض...لنرجع الى بغداد لأن الكنوز و الخمط طلع كله هناك