وجدت هذه الورقة على سلم المكتب المؤدي الى مكتبي
المتواضع في بسطتي الواقعة في شارع سيًد سلطان علي و مكتوب على الظرف " الى
لبيب...تنشرها ما تنشرها بكيفك " ففتحت الظرف لأجد أوراق مكتوبة بخط ركيك
ذو لون أحمر قان جاء فيها
من مذكراتي أنا الزاير للعراق الكونت دراكيولا
تغيرت و تبهذلت أحوالي من يوم ما تحول الهواء برومانيا
من شرقي الى غربي مع العلم و حسب حسابات ملًا توماس أن " الهوه الشرقي يلفح و
أذا تغير أتجاهه تتغير الأمور الى الأحسن " ..المهم رومانيا اليوم غير
رومانيا أيام زمان...الناس صارت مفتًحة بالويسكي بعد ما كانت مفتًحة
بالفودكا...العيشة هنا صارت مذلًة...كلما أريد أمص دم واحد لازم أكعد و أتوسًل بيه
للصبح لأنه يكولون أكو حقوق أنسان...و بعدين أذا قبل الافندي أن أمص دمًه و بفلوس
أطلع مضروب بوري لأنه يطلع عنده " أيدز " ...و هكذا قررت الرحيل و البحث
عن مكان بيه دم و ما بيه حقوق أنسان...كالولي أهل الرحم روح للعراق..هناك راح تشبع
دم...طبعا آني فرحت كلًش و شلت تابوتي و رحت طيران للعراق
هناك و أول ما وصلت طكًت مفخخة...و أشوف الدم
للركب...طبعا هيجي منظر مؤلم جدا حتى بالنسبة لي...آني أريد واحد أعضًه و أمص دمًه
مو تطك مفخخة و تعال الحس بالكاع
سألت عدًة أشخاص عمًن يمكنه مساعدتي لأستطيع مص دم البشر
هنا...كالولي روح شوف جماعة المنطقة الخضراء...لفيت عبائتي و كلت هيجي و أختفيت و
ظهرت بالمنطقة الخضراء و ما أشوف ألا بوجهي واحد وجهه يلمع عبالك مغسول بقاصر...سألني
أن كنت مستثمر أو عابر سبيل...قلت له حاجتي بمص دم العالم فقال لي بعدما أنفرجت أساريره " أنت تريد تمص دم
العالم فأنت محظوظ لأنك وكعت بيد الشخص الصحيح...و هكذا و في ظرف أيام خلاني هذا
الشخص أبيع القصر مالي في رومانيا و طخوم الانياب الذهبية التي ورثتها عن آبائي و
أجدادي و كل رصيدي في مصرف الدم و أخذها كلًها و شلع و بعد ما شفته...سألت عنه
كالولي بعدين أن هذا أسمه بالعراقي بوري مع العلم أنه قال لي أن أسمه أحمد
الجلب..ي
كعدت براس الشارع مال المنطقة الخضراء أندب حظي...شفت
واحد وسيم...يعني مو كلًش وسيم...الحقيقة يلعب النفس...سألني " شبيك زاير
" قلت له...يوم الأكشر اللي قررت أجي بيه الى هنا...جيت و أنا كلًي أمل
أن أمص دم العالم..و من أول يوم أنمصًت جيوبي...الرجل أيضا انفرجت أساريره مثل
الأخ اللي قابلته أول مرًة و قال لي " شوف عزيزي...أولا جر صلوات فد ربع ساعة...سألته
يعني شنو جر صلوات...فقال لي " يلله ميخالف...انت تريد تمص دم العالم و ماعندك
فلوس و ما تعرف أي شئ...آني راح أخليك تشبع دم و تاخذ فوكاهه فلوس...أيبااااااااااااااه...شكد
بعد أكو ناس طيبين بالدنيا و آني ما أدري...فقلت له " معود على بختك "
أنطاني ورقة مكتوبة بالفارسي و قال لي " خذها الى جماعة طلع البدر علينا و
انت راح تدعيلي ...ادعي و قول ربي أعمر بيت العامري...زين " ...طبعا شكرته و تحركت
بعيدا عن هذا الرجل الطيب و حاولت قراءة ما مكتوب بالورقة و عرفت من خلال قدراتي
الدراكيولية أنه مكتوب فيها " الأخ حامل الرسالة يريد يشبع دم و أحنا عندنا
بالخطة مال هذا الشهر حوالي عشر أطباء و كم مهندس و صيدلاني و طيًار...شبعوه دم و
بعدين شبعوه موت...بس خلًي موته يظهر و كأنه تفجير أنتحاري بعثي تكفيري "
طبعا آني غشيم و هسه جاي من رومانيا فكلشي ما أفتهمت من فحوى الرسالة
... شلت نفسي و رحت لجماعة " طلع البدر علينا " و أول ما أنطيتهم الرسالة كام واحد يباوع على اللاخ و بعدين قالوا" يا هلة...يا هلة...أجانا البدر و
طلًت أساريره...و نذبحله خروف المختار و بعيره " ...هسًه عرفت ليش يسمًوهم
جماعة " طلع البدر علينا "
أجلسوني بغرفة حلوة جدرانها مليئة بصور لرجال كبار في
السن يبدو عليهم الوقار و خلف وجه كل من هؤلاء الرجال هالة من الضوء...يمكن هذولة
الرجال يشتغلون بقطًاع الكهرباء أو في حقل تصنيع المصابيح الضوئية و الا لما كانت
خلف كل واحد منهم هذه الهالة الضوئية . سمعت بواسطة سمعي الخارق جماعة البدر و هم
يتناقشون بأمري و سمعتهم أحدهم يقول " خلًي ندزه لسوق مزدحمة بسيًارة مفخخة
نفجرًها عن بعد " أما الثاني فقال
" لاء آني أكول نطلعة بالتلفزيون للأعتراف بجريمة جمع كل خردة العملة
العراقية من السوق و خاصة فئة الفلس الأحمر " أما الثالث فقال " لا
يمعودين...هذا مبين أبن ناس...خلًي نبيعة لعصابة أبو ضلع " أما الرابع فقال
" خلًي نقطع راسة و نعلكة من رجليه على باب العلوًة و نكول جماعة القاعدة
أغتالوا أحد الرموز الشعبية و الوطنية " أما الخامس فقال " آني أكول نخلي
قاسم عطا يطلعة بالتلفزيون و يعلن عن أعتقال طبيب أطباء الاسنان لأمير مؤمنين دولة
العراق الأسلامية "
طبعا آني ما أنتظرت لغاية ما أسمع شنو الأقتراح السادس
...شلت نفسي و أختفيت بعيد عنهم
ظهرت في مكان آخر و ما أشوف نفسي الا بسيطرة...الجماعة
رأسا كالولي " هويتك أخي...منين جاي...و وين رايح...و شكد المقسوم اللي راح
تنطينا أياه...عندك وحدة حرمة حتى نتحارش بيهه " طبعا آني ما أتحملت لزمت
اثنين منهم و عضًيتهم عضًة من هاي اللي تسوه و أختفيت من جديد
ظهرت في مكان آخر من بغداد منعزل و بعيد عن أعين الناس...فتت
بالتابوت مالي حتى أرجع أحسب المسألة زين و أشوف شنو هاي الورطة اللي ورًطت نفسي
فيها ...كلها و دقيقتين و أنسمطت من الحر داخل التابوت...دوًرت على كهرباء حتى
أشغل المكيف و ما لكيت...سألت أحد المارة القلائل الذين مرًوا بي عن الكهرباء نظر الى وجهي و قال لي " بوية انت غشيم لو
دا تتغشمر وياية "
و هكذا أعزائي المشاهدين الكرام تنقلت في ارجاء العراق
من مكان الى آخر و من مدينة الى أخرى و لم أر في كل مكان الا العجب العجاب...رثيت
لحال الناس المساكين الذين يعيشون على قوت يومهم متحمًلين " و بدون أي سبب " كل هذه
المصائب . قررت مع نفسي أن مص ً دم هؤلاء المساكين عمل غير أنساني و لذا فقد قررت
أن أمص دم المسؤولين في حكومتهم...و لكن مع الأسف..كلما أصل لأحدهم ينضحك علي و
أطلع آني الممصوص
و
في النهاية لعنت اليوم الذي قررت فيه المجئ الى هنا و آثرت أن أرجع من حيث جئت و خلًي الرأسمالية العالمية تمص دمي في بلدي فهذا
أرحم بكثير من الوضع المخربط هنا...و هذا هو قراري الاخير ....المتعاطف معكم الزاير
دراكيولا
طبعا آني تأثرت جدا بهذه الرسالة و فحواها و قررت عدم نشرها لأني لا أريد أن أنشر أفلام رعب...مو زين... بعدين هيجي أفلام تطير النوم من عيون الناس النايمة رغد
أنشتاين يقول : خطيه دراكيولا...أفتهم الوضع بس شوية متأخر