2012-05-19

زين منو الأجدر بأن ننتخبه...شعيط لو معيط ؟

اليوم و آني كاعد أشرب الشاي الحبري بحديقة بيتنا صفنت مع نفسي و حمدت الله و شكرته لأني كاعد أشرب الشاي و أسب و أشتم بالحكومة بسبب قلًة الكهرباء و أتنفس نسائم الديمقراطية و محًد يكول لي على عينك حاجب...أيبااااه وين كنا و وين صرنا...حاولت أن أتذكر أيام زمان...أيام القهر و الحرمان و الجوع و الظلم و القزلقرط فرجعت بذاكرتي الى الوراء بعيدا بعيدا الى الزمن الذي وعيت فيه للدنيا أيام الملكية و جبتها من هناك الى حد أيام الفدرلة و الكومرة...تذكرت أنه بأيام زمان كان اللي يسرق من الحكومة من رئيس الوزراء الى أصغر عضو برلمان كان يصير فضيحة للخلق جميعا و يشرًون لباسه على الحبل...عمي و الله حزقيل كان يهودي بس كان ينضرب بيه المثل في حرصه على أموال الدولة...هوه ليش أصلا كنا نسمع بوزير سرق أو نهب أو ترأس عصابة هتلية أو سيبندية أو تزعم مليشيا..لا و الله...كما و كانت الحكومة و كل أعضاء البرلمان حريصون أشد الحرص على كل ذرًة من تراب العراق و لا يقبل أي منهم مهما كان دينه أو عرقه أن يتنازل عن حبة رمل أو قطرة ماء عراقية لكائن من يكون ...لا عضو حكومي كان يبيع الوطن قطعة قطعة لدول الجوار و بعدين يقول فدتك نفسي يا عراق و لا دول الجوار كانت لتجرؤ على المساس بالعراق ...خوما مثل هسًه.....أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...هاي شنو منك يا روحي..شنو هالحجي اللي يسد النفس....قمت و سكبت لنفسي قدح شاي حتى أطرد هذه الأفكار السيئة عن بالي...جلست أصفن مرًة أخرى على حالنا التعيس أيام زمان...حاولت أن أتذكر أي واقعة تشير الى أن دويلة مثل الكويت تجرأت و حاولت خنق رئة الوطن و تم شراء سكوت الحكومة العراقية و أعضائها بدولارات معدودة....و لم أفلح أن أتذكر يوما قصفت فيه دول الجوار قرانا و مدننا أو جففت أنهارنا و لم تراع هيبة الدولة العراقية والدولة العراقية سكتت على مثل هذه الأفعال..حتى في أثناء حربنا مع أيران كنا نرد على قصفهم الصاع بصاعين و كان العراق كالأسد المهاب..لعد شنو اللي صار بينا ؟؟؟...تعوذت من الشيطان ستة الاف مرًة و كعدت أجر صلوات فد ربع ساعة حتى أطرد هذه الوساوس من رأسي الذي أشتعل الشعر به شيبا..ذرعت حديقتنا جيئه و ذهابا يمكن حوالي مليون مرًة لأهدأ نفسي و أطرد وساوسي..صاح بي جارنا المصلاوي أبو غانم و قال لي " معود...كافي تعمل بروحك هالشكل...ما نعالك راح يسوف بسرعة من كثرة الروحة و الجيًة بحديقتكم "...هدًأت من مخاوف جاري أبو غانم و قلت له أني مركًب لاشتيك " تلفظ لاستيك عند وضع طقم الأسنان "  مال تايرات تحت النعال حتى لا تسوف أرضية النعال بسرعة...ذهب أبو غانم متمتا مع نفسه و هو يقول " هذا طلع أضرب مني " ...جلست مرًة ثانية على كرسي الحديقة بعد أن صببت لنفسي قدحا آخر من الشاي الحبري ...جلست من جديد لأتذكر قهر أيام زمان...ما أدري ليش أجا في بالي ماما جلال..شلون رئيس جمهورية حباب و ذو حظور لطيف و يعرف يحجي عربي...أردت أن أقارن بينه و بين رؤساء الجمهورية السابقين...لكني لم أتذكر أحد منهم قد نام أثناء أنعقاد جلسات البرلمان أو قدًم الأمين العام للأمم المتحدًة على أنه الأمين العام لجامعة الدول العربية...أخذت أقنع نفسي أنها علامات الديمقراطية و بشائر الفدرلة و أن كل ذلك لا يهم...معوًد خطية هذا الماما جلال مريض و ما نعرف شوكت يفطس و المريض عذره بأيده...خلي نعوفة و نروح على دولة رئيس الوزراء أبو أسراء الوردة و خلي نقارن بينه و بين رؤساء الوزراء السابقين في العهود البائدة...أيضا لم أستطع أن أتذكر أن أي دولة من دول العالم التي زارها أي رئيس وزراء عراقي سابق تجرأت و غلطت غلطة مطبعية شنيعة و لم تضع علم دولة العراق خلفه أثناء زيارته لها...زين ليش ما صارت هذه الغلطة المطبعية مع أي رئيس وزراء من أي دولة أخرى حتى و لو كانت تونغا البعيدة عنا و ليش صارت معنا...لا لا..أكيد غلطة ليس القصد منها الأستخفاف بالعراق...هو مكتب أبو أسراء كال هالشكل...بعدين أشو بكل عركة يطلع علينا دولته و يكول " تره آني لازم مستمسكات على الكل من كاكا مسعور الى السيد الصدر و أقدر أقدمهم للمحاكمة !!...شنو القصًة...لعد ليش ساكت عليهم ؟؟؟!!! " قمت من على الكرسي بغضب وأنا أضرب يدا بيد و أستغفر الله على سؤ ظني بالحكومة المكومرة و أعضائها الساهرين على راحة و أمن المواطن

و هكذا أخذت أقارن التعليم و الأدارة و الخدمات و العمران و الكثير غيرها و لم أصل بعد كل هذا و ذاك الا الى نتيجة حتمية واحدة و هي...أن كثرة شرب الشاي تزيد من سؤ الظن بالحكومة و لهذا قررت أن أقلع عن شرب الشاي الحبري و اتمسًك بالحبر البنفسجي ..هوه بوش كال راح أخلي العراق مثالا للديمقراطية بين بلدان المنطقة...قابل يعني كان يكذب...لا لا...هذا أمريكي و ما يسويها....أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...شكد لعد هذا الشاي مو زين على العقل و آني ما كنت أدري..و من اليوم و رايح ماكو شاي...بس جكاير مزين و شوية تكريز حب شمسي قمر من أتذكر أحط طخم الأسنان مالي و المسألة تنحل و أبوكم الله يرحمه
من مذكرات ناخب نايم و رجليه بالشمس


و من هالمال حمل جمال