2010-09-10

حكايه فسيفس

الديك الرومي طير داجن يربى من اجل اللحم و البيض..يقال ان موطنه هو امريكا الشماليه...يسمى احيانا بديك الحبش " ما أدري ليش " و يسمى مرات بعلي شيش " نسبه الى مقاطعه شيشتان اللي ما اعرف اين تقع " و مرات بالفسيفس " هذه التسميه لا يعلم مصدرها غير جدو سيستاني و واحد مختفي من قبائل الهنود الحمر

هذا الطير المسكين كان ريشه ينتف من قبل الهنود الحمر لتزيين انفسهم بهذا الريش و خاصه من مساكين القبيله الذين لا يملكون امكانيه وضع ريش النسر الاصلع الغالي و النادر ...و لكن رئيس القبيله و حمايته كانوا يشذون عن هذه القاعده بتزيين انفسهم بريش النسر الاصلع " بعد رئيس قبيله و عدكم الحساب " خاصه بعد كل غزوه موفقه للقبائل العدوًه

هنا ابتدات اول عقد الفسيفس...فلماذا هو وحده من ينتف ريشه...هناك الديوك العاديه...هناك طيور اخرى كالاوز او غيرها من الطيور الجميله و الملونه لماذا تترك كل هذه الطيور و ينتف ريشه هو فقط

هنا ابتدا الفسيفس بفلسفه المساله " صعبه هاي الجمله الاخيره " و بدا يقنع نفسه بانه و لابد ان يكون احلى من جميع الطيور و انه و لا شك ذو قيمه كبيره لدى هؤلاء الهنود و لذلك فيجب عدم اخذ المساله بحساسيه كبيره او اعتبارها اهانه بل بالعكس يجب ان تكون هذه القضيه مدعاه فخر لكل طيور الفسيفس من التبت الى التبن  و ربما سيأتي اليوم الذي سيقسم فيه كل بني البشر بريش الفسيفس - مقتبسه من كتاب تريد غزال اخذ ارنب - للكاتب الرياضي جاسم بستوكه

استمرت الحال على هذا المنوال لفتره طويله و الهنود الحمر مستمرين بنتفش ريش الفسيفس و استعماله في الزينه بمناسبه و بدون مناسبه الى ان قرر الاوربيون غزو الهند للاستيلاء على ابار التوابل و استعانوا بذلك بالهندي الوحيد الموجود في القاره الاوربيه حينذاك و المسمى كومار سنك ابو الحوضين...و لكن كومار قادهم بالخطأ الى قاره امريكا الشماليه الواقعه في الاتجاه الخر من العالم " خطا شائع و متوقع لدى الهنود " و نزل الاوربيون ليروا انهم قد اكلوا بوري هندي كوماري...و حتى لا يخرجوا بسواد الوجه فلسفوا المساله كصاحبنا الفسيفس آنف الذكر و قالوا انه و بسبب ثقب الاوزون فقد تحول لون الهنود من الاسود الزنجاري الى الاحمر و ان ما نراه امامنا من ارض هي نفسها الهند الزنجاريه القريبه من بحر السراب...الهنود الحمر جماعه ريش الفسيفس لم يعجبهم الامر فهم لم يعتادوا الغرب و لا اهل الغرب و لم يستسيغوا اجهزه الآي بود و لا البيركر كنغ  فابتداوا حرب شعواء ضد القادمين الجدد انتهت بخسارتهم الفادحه...و يبدوا ان ريش الفسيفس لم يرهب العدو و لم يكن له اي تاثير سلبي على معنوياتهم . و امعانا بالاستهزاء من الهنود الغير سود و من ريش الفسيفس اقام الاوربيون تقليدا يتبعوه كل سنه في عيد الشكر بتقديم الفسيفس كوجبه شهيه على موائدهم بدلا من شكر الفسيفس الذي اوهم الهنود المساكين ان ريشه سيرعب الاعداء....و صاحبنا الفسيفس الذي لم يرض بجزه الهنود الحمر اصبح الان راضيا بجزه و خروف اليانكي

انسحبت هذه الاهانه على جينات الفسيفس " او العلي شيش " فترى الفسيفس و حينما يمر اي من بني البشر بقربه يرمق المار بنظرات يظن الفسيفس فيها  انه يمارس فيها الارهاب السايكولوجي...و قد تتطور نتائج هذه الحاله المرضيه و خاصه عند البعض من المتهورين من جنس الفسيفس باغرائهم بالهجوم على بني البشر " طفل او امراه او حتى رجل " لكن النتيجه معروفه و هو ان الفسيفس و في النهايه ياكل كم قندره على راسه او كم نعال عتيك لابعاد اذاه...و الغريبه انك تراه يمشي متبخترا مزهوا بالهزيمه حتى بعد ضربه بكل انواع الاحذيه و خروجه منهزما...و لا عجب فانها نتائج عقد الماضي الدفين

مختار محلتنا طاهر ابو الكرسي " لكثره قرائته لايه الكرسي و لا شئ غير ذلك " عنده هوايه تربيه الطيور و الدواجن في حديقه بيته. و عنده من ضمن ما عنده فسيفس يناديه اهل المحله بابو خابصهه من كثره صياحه و استفزازه للناس و ملاحقته اياهم طوال اليوم...فهذا الفسيفس و حين ادرك انه طائر المختار اخرج كل عقده الدفينه " شرحنا لماذا سلفا " و اخذ ينفش ريشه و يصيح و يهاجم كل الماره معتقدا ان الكل سيخاف من فسيفس المختار و لن يتعرض له احد...و لكن نتيجته معروفه في كل مره...نعل عتيكه على الراس او ما شابهها من ادوات التقدير....و لكنه و مع كل ذلك لا يزال يمشي متبخترا و يرمق الناس بنظرات تعبر عن محاولاته التعيسه لارهاب الناس سايكولوجيا...و لكن شعور الناس كان يتراوح ما بين اهماله " و هم الاكثريه " او الشفقه على حاله او السخريه و الاستهزاء منه أو الاستغناء عما تبقى من عمر نعالهم القديمه باستخدامها بالتربيت على راسه المصون و آخرها كان العلقه الساخنه التي اخذها هذا الديك الرومي من عربنجي الطرف ذو اللسان السليط

مرت الايام و جاء احد الجنود الامريكان و قدم عرضا سخيا للمختار طاهر ابو الكرسي لشراء ذلك الديك الرومي...فقد جذب هذا الفسيفس انتباه ذلك الجندي لكثره صياحه و نفش ريشه على الماره و الذي جعل هذا الجندي الامريكي يبصره من مسافه بعيده و يذهب مسارعا ليحضر مترجم كلفته بالساعه تعادل قيمه خمسين فسيفس و ليعرض على المختار الطاهر شراؤه...المختار و عندما سمع العرض السخي وافق على بيع الفسيفس و بدون تردد...فالمال اغلى من مليون فسيفس مثله...و السوق ملئ بأمثاله و بابخس الاثمان

بيع هذا الفسيفس الى العلج ابو السهم الامريكي و لكن بشرط هو ان يحتفظ به المختار لحين عيد الفصح موعد ذبح الفسيفس . وافق المختار طاهر ابو الكرسي على الشرط و قبض كامل ثمنه مقدما...استمر الفسيفس باستفزاز الماره ظنا منه انه لا يزال فسيفس المختار...و الناس حينما تراه على هذه الحاله ترأف بحاله ...فهو سيكون طبقا شهيا على مائده الجندي الامريكي عما قريب و هو غير عالم...الكل يعرف الا هو...و عن قريب سيغادر الشارع الى غير رجعه و حتى ربما قبل عيد الفصح...فهناك اشاعه بانه و بسبب كره الناس له و تذمرهم منه فان الجندي الامريكي يفكر بطبخه باي مناسبه قريبه  كمناسبه عيد الام او عيد الشجره او ربما حتى عندما تحل عقده لسان الملله الصامت...من يدري

المشكله الان و التي طفت على السطح في السنوات الاخيره انه و بسبب سكن هذه الحيوانات قرب بني البشر اصبحت الامراض الحيوانيه تصيب بني البشر...فظهر مرض سارس و انفلاونزا الطيور و الخنازير و مرض ضروك الفسيفس الفتاك...و لكن الاشاعه تقول انه و بسبب ما تدفعه جهات عديده للمصابين بمرض ضروك الفسيفس هذا  كوكاله الفضاء "جزيره- مارس"  او مؤسسه "السي آي أي"  الخيريه او مؤسسه انتاج الآيس كريم " هوليوود"  فان بعض من بني البشر قد تعمد ان يصاب بالمرض طمعا بالمال متناسين انه مرض فتاك لا شفاء منه الا من رحم ربي..هذا و لا توجد احصاءات رسميه أو حمديه حتى الساعه عن عدد ضحايا هذا المرض و لكن تم تشخيص بعض من اكثر المناطق الموبؤه بهذا المرض في العالم و اصدر البروفيسور " عطيه فرًاره "  و بهذه المناسبه موسوعه علميه من صفحه و نص يشرح فيها سبل الوقايه و العلاج من مرض فقدان المنصب وقانا الله و أياكم من شرور الامراض

   
ملاحظه : اعلاه هو ترجمه لمخطوطه اثريه مكتوبه على صفيح تنكه دهن الراعي عثر عليها مؤخرا بين اطلال تنور نشميه الخبازه و يرجع تاريخها الى عصر فجر ما قبل السلالات و الكواني...ترجمتها لكم كما هي مكتوبه...لا حرف زايد و لا ناقص