2010-08-14

سفرتي الوحيده الى خارج العراق

الدنيا حر تسمط...حتى بالليل و الشمس قد رحلت يبقى الحر لا يحتمل. و حتى نتجرع الحر و ساعات الليل البطيئه في ظل انقطاع الكهرباء قررنا انا و اصدقائي ان نتجاذب اطراف الحديث ليلا وحتى ساعه متأخره ثم نتناول طعام السحور و نحاول ان نحظى باغفاءه صغيره قبل الذهاب الى اعمالنا مبكرين جدا " اعتقد افتهمتوا شدا أقصد بالمبكرين جدا " و باعتبار اننا قطعنا الامل باي تحسن ملحوظ في زياده ساعات امداد المواطنين المساكين امثالنا بالكهرباء و حتى لا نثقل على اي واحد منا قررنا ان تكون مكان جلسه السمر هذه دوريه, اي كل يوم في بيت احدنا الى ان ينقضي رمضان أو ياتي الله بامر كان مفعولا

البارحه كان موعدنا في بيت صديقي حيدر نقضي الليل الثقيل و نتجاذب اطراف الحديث..فطلب مني الجميع ان احدثهم عن رحلتي الاخيره الى ماليزيا لزياره قريب لي..في البدايه حاولت التملص عن الحديث حول هذه الرحله و لكن الجماعه اصرًوا " يعني الحًوا " ان احدثهم عن الرحله

نفخت ريشي و عدًلت من جلستي و كاني الرحاله ابن بطوطه زماني و قلت لهم

شوفوا يا جماعه الخير...في البدايه لازم الواحد يحصل فيزا قبل الذهاب الى اي دوله...و باعتبار قريبي الساكن في ماليزيا دكتور يدرس باحدى اعرق الجامعات الماليزيه و باعتبار جوازي يشير اني من بلد الحضارات العريقه في وادي الرافدين فكانت معامله الحصول على الفيزا سهله جدا...اخذت منه حوالي السنه و نص و طن من الشهادات و الوثائق و عدم المحكوميه و شهادات طبيه تثبت اني قادر على رفع مائه و عشر كيلوات في رفعه النتر و اثنين من اعز اصدقائي في رفعه الخطف كما تم تجهيزهم بوثائق تثبت لهم اني اخذت كل انواع التلقيحات ضد الامراض الساريه و الواقفه و اني قد تناولت فاكهه الموز و الفراوله سابقا...كما عززت الوثائق و كما طلبوا بصور لي عندما كنت في طفلا " بملابس و من غير ملابس " ....اما عن التكلفه فاعتقد انها كانت قليله لان قريبي لم يأخذ مني اي شئ و اكتفى بالقول بأني لو اشتغلت للخمسين سنه المقبله بشهادتي فاني لن استطيع سداد نصف التكلفه...و بالاخير و الحمد لله تم منحي الفيزا...بس بعدين طلعوا قرار لغوا فيه الجوازات القديمه و كان علي استحصال الطبعه الجديده من الجواز...قريبي تفهم الموضوع و قال لي....طبًك مرض انته و الجواز الجديد...بس الحمد لله ببركات الوالد و توسلات الوالده بقريبي هذا و بعد المرور بعمليه ودًي الليف و جيب الليف تم تحويل الفيزا من الجواز القديم الى الجديد و صرت جاهز للطيران الى قريبي هذا

شاهدت أعراض الكآبه و النعاس تظهر على وجوه اصدقائي فطلبت من خالتي ام حيدر عمل طخم شايات للكل استعدادا للجزء الثاني من القصه

و بعد ان طفحنا الشايات بدأت باكمال القصه فقلت لهم : بعدين جاءت مرحله جمع النقود اللازمه للرحله بس مراح ادخل بتفاصيل هذه المرحله احتراما لنفسي و خوفا من فقدان احترام القراء لشخصي الكريم

المهم جاء يوم السفر و أعتقد ان الكل شهد على محبه اهل الطرف لي...هاي اللي كسرت تٌنكًه و" ما أعرف منين جابتهه " و سمعتها و هي تدردم و تقول " باب اللي تودي " و جاره ثانيه سمعتها تنادي ابنها الصغير و تقول له " روح لابو جاسم الدلال و كلله قررنا ما نبيع البيت الى ان نشوف هذا الشفيه راح يرجع ام لا " و جاره ثالثه نادت على البقال و طلبت كيس كبير من الحلويات " اعتقد ان نتيجه فحص السكري مالهه كان سلبي و احبت ان تحتفل بهذه المناسبه لاني دائما كنت اسمعها تقول لي انه محد راح يسبب لها السكري غيري انا " اما جارنا ابو عدنان فرايته يسجد لله و عندما نبهته الى ان موعد الصلاه لم يحن قال لي انها سجده الشكر..فهو على الاكثر كان سعيدا بالنتيجه السلبيه لفحص السكري مال الجاره الثالثه...الحقيقه كنت اشعر باجواء السعاده الغامره ترفرف بين ابناء شارعنا و كان يعزً علي فراقهم دون مشاركتهم بافراحهم هذه و لكن ماذا اعمل...فقد كنت ملتزم بموعد السفر

استقليت سياره الاجره الى المطار و وصلت الى المطار قبل موعد اقلاع الطائره باربع ساعات...كان علي ان استقل الطائره الى بلد عربي ثم انتظر في المطار لعده ساعات قبل ان استقل الطائره المتوجهه الى ماليزيا...و في المطار و بعد المرور بمرحله فحص الحقائب و مص الجيوب جلست لانتظر موعد اقلاع الطائره...اضرب بهه لبيب..فكرت في نفسي ....أخيرا راح تشوف الطياره و تركب بيهه و تشوف العالم من فوق...يا جماعه ما صدكت نفسي و حسيت راح اطير من الفرح و بدون طياره.....و لكن و بعد ساعتين من الانتظار الممل سمعت مكبرات الصوت و هي تعلن عن الغاء الرحله.....يبووووووو....معودين شنو...شصار ؟

رحت اتوسل بموظف الاستعلامات فقال لي ان وفد حكومي مستعجل قد قرر و في اللحظه الاخيره السفر الى ذلك البلد العربي و عليه فقد تم حجز هذه الطائره لهم و الغاء حجوزات المسافرين العاديين امثالي ...آني شصار بيً من سمعت بهالخبر....قلت لموظف الاستعلامات و بكل شموخ ...معود ابو الغيره...اروحلك فدوه....عندي موعد مع طائره ثانيه متوجهه الى ماليزيا بعد عده ساعات و أذا لم اصل في الوقت المحدد فاني لن استطيع السفر الى هناك....فقال لي الموظف و بكل ادب....شسويلك...يطبك مرض...ليش ما سافرت قبلها بيومين او ثلاثه .. فشرحت له ان نقودي بالكاد تكفيني و اني لا استطيع ان اتحمل تكاليف اكثر...ايضا و بكل ادب قال لي...يطبك مرض...هاي مشكلتك مو مشكلتي...ايضا و بكل عزه نفس قلت له...اروحلك فدوه...معوًد آني على الله و عليك...سويلي جاره

فاجابني و قال لي.....لا ماكو داعي احكي لكم كل الموقف .......اخليكم محترميني احسن

المهم و انا اتوسل بالموظف  بكل رفعه و اباء شاهدت الوفد الحكومي يصل صاله المطار ليستقل الطائره...راوني و انا اتوسل...الظاهر ان الموقف أعجبهم... فالوفد كله كام يباوع عليً وانا اتوسل...قسم منهم طلع الكيس و كام يكرز حب شمسي قمر و هو ينظر الي و القسم الاخر راحوا اشتروا شاميه و بيبسي و طبكوا مع القسم اللي كان يكرز و صار الكل يباوع علي...الظاهر بلاغتي اللغويه في قاموس التوسل قد نالت اعجابهم

المهم و بعد ربع ساعه نشف ريقي و بعد صوتي مكام يلطع...واحد حباب من الوفد قال لموظف المطار...يمعود خليه يجي ويانه...هذا مبين خلصان...صدك لو كالوا...الحكومه في خدمه الشعب...ما قبلوا على نفسهم يشوفون واحد عراقي يتوسل بهاي الطريقه

المهم خلوني اصعد الطياره ويه الوفد....الحقيقه آني الوحيد من بين ركاب الطائره اللي كان جالس على الارض مع العلم ان نصف مقاعد الطائره كانت فارغه....يلله....يمكن راح يشيلون كم نفر بطريقهم....بس خلف الله على واحده من المظيفات و التي سقتني بعض الشاي مع بعض الصمون و الجبن...يلله...غير ماكو مكان و مو زين صعدوني وياهم

وصلنا الى مطار الدوله العربيه الثانيه و استقبلنا موظف الجوازات بكل ادب..و لكن ملامح وجهه تغيرت عندما عرف اني لا أحمل جواز سفر ديبلوماسي كبقيه اعضاء الوفد فنهرني و بعنف لاني كنت واقف مع جماعه ال في آي بي...آني هماتين ما عرفت شنو هذا الفي آي بي...يمكن لقاح جديد مال انفلاونزا القرود و امي نسيت ان تاخذني الى المستوصف حتى يعطوني هذا اللقاح...عيني حقهم...يخافون على بلدهم من الوباء...مثل جماعتنه بالضبط

المهم رحت و وكفت بالسره اللي واكفه بيه كل العالم اللي ما ملقحين بهذا اللقاح.... نبهني ضابط الجوازات الى ان الفيزا هي فقط للترانزيت و لا يحق لي الخروج من المطار لحين موعد اقلاع طائرتي...فقلت له...عمو الضابط...شنو طائرتي ...آني ما عندي طياره...هاي طياره الماليزيين...نظر الي نظره غريبه لم افهم سببها و قال لي...امشي من خلقتي احسن لا بعدين ارتكب بيك جريمه

هذا ليش صار عصبي...يلله و لا يهمك لبيب...بعد كم ساعه راح تطير و تنسى هذه المقابله الفجه من هذا الموظف...موعد اقلاع الطائره المتوجهه الى ماليزيا بعد اربع ساعات...فقررت ان اتجول في المطار لحين قدوم موعد الاقلاع وفي هذه الاثناء شربت الكثير من الشاي و النسكافه الغاليه – بعد كمت ابذر

هناك و شفت بعض من موظفي امن المطار يدققون في جوازات المسافرين...آني شعليه...عندي جواز جديد و ابو الطمغه الفسفوريه...محد راح يكدر يكلي على عينك حاجب

اقترب مني رجال الامن و سالوني عن جوازي...انطيتهم الجواز الجديد ابو الطمغه الفسفوريه...اشو باوعوا عليه و كالولي...أمشي ويانه...طبعا كالوهه وبكل أدب و بتوسلات تفوق الوصف...و أني هم انقهرت عليهم فرحت وياهم

اشو هذوله فوتوني بغرفه كلهه عراقيين..ولك شنو السالفه....سالت من كان بالغرفه فقالوا لي انهم سمعوا ان هناك احد العراقيين المهمين قد اغتيل في هذا البلد و عليه فقد قرروا احتجاز كل العراقيين في المطار لحين التحقق من هويه القاتل...يمعودين...آني شنو علاقتي بكل هالحجي ..الطائره المتوجهه الى ماليزيا ستطير بعد سويعات قليله و سيفوتني موعد الطيران....اخذت ادق الباب فجاء احد افراد الشرطه و نهرني عن الدق..فشرحت له الموقف و كيف ان موعد الطائره سيفوتني...ايضا و بنفس الادب و الكياسه التي واجهني بها كل موظفو المطارات قال لي...هاي مشكلتك...مو مشكلتي

هاي شلون طركاعه يا ربي...هنا انتبهت ان اصدقائي في جلسه السمر نصف نيام فناديت خالتي ام حيدر و طلبت قاط شايات حتى نصحصح فاجابتني ...وليدي اذا تريد شاي كوم خدره انته بنفسك...يا ابو النسكافه

ترزلت من قبل خالتي ام حيدر و رب الكعبه...أحترمت نفسي و قمت و عملت الشاي بيدي الكريمتين

و بعد ان شربنا الشاي الحبري اكملت لاصدقائي بقيه القصه

و انا اتوسل بالشرطي الواقف على الباب جاؤا باحد العراقيين ووضعوه معنا في الغرفه و لكني عرفت هذا الشخص في الحال...فتقدمت منه و قلت له...هاي منو,,,انته مو سعيد خالد...عرفني سعيد في الحال لاننا كنا زملاء في المدرسه الاعداديه... فتبادلنا القبل و العناق لاني لم ار سعيد منذ ان تخرجنا من الاعداديه

في هذه الاثناء بدأ مفعول الشاي و القهوه التي شربتها يظهر...فاحسست اني احتاج الذهاب الى دوره المياه...دققت الباب و طلبت من الشرطي ان يسمح لي بالذهاب الى دوره المياه و لكنه لم يقبل

رجعت الى سعيد و حاولت ان اتجاذب معه اطراف الحديث عسى و لعل جسمي ينسى الذهاب الى الحمام فقلت لسعيد...هاي وينك...من زمان و انته ماكو... وين صرت...قلتها و انا اتلوى فسالني سعيد ان كنت بخير فقلت له...لا تقلق..كل ما احتاجه هو الذهاب للحمام و لكن هذاالشرطي لم يوافق...و سالته مره ثانيه عن سبب غيابه المفاجئ فقال لي..معود...آني هاجرت لكندا يم زوج اختي من قبل عشر سنين و انا اعيش حاليا هناك و جوازي كندي...فقلت له...اذا جوازك كندي لعد شكو جايبيك الجماعه هنا...فقال لي...ما أدري...شرطه المطار سالوني انته منين فآني و باعتزازي بجذوري اجبتهم باني من العراق فقالوا لي ممكن تتفضل معنا لانه عندنا كم سؤال

فقلت له...سعيد...انته انضربت بوووري " طبعا هوه يعرف شنو هذا المصطلح " فسالني عن السبب فشرحت له السبب في تجمعنا الكريم هذا

هنا جن جنون سعيد و أخذ يضرب على الباب..فتح الشرطي الباب و اذا بسعيد يصرخ بوجهه...اريد ان اكلم السفاره الكنديه حالا...انتم تحتجزونني بغير وجه حق....انا اريد ان اكلم السفير الكندي حالا فانا مواطن كندي

اشو الشرطي بس سمع كلمه مواطن كندي صعق و اخذ يصرخ على زميله لياتي بالضابط...اتى الضابط على وجه السرعه و فهم ان سعيد يحمل الجنسيه الكنديه....هنا اشتغل البوس و التاسفات من قبل هذا الضابط لصديقي سعيد... اخي احنه اسفين...و امسحها بهاي الشنب...و بعد ما تكرر مره اخرى و من هاي الجنجلوتيه اللي تبرد القلب و اللي صارلي هواي و من زمان ما سامعهه من رجل دوله رسمي

المهم طلع سعيد و بقيت آني اتلوى...اريد اروح للحمام...فكلت خلي اسوي مثل ما سوى سعيد...فبديت اصرخ و ادق الباب...فتح الشرطي الباب فصرخت في وجهه...اريد اشوف السفير العراقي....لازم اتصل بالسفاره لانكم تحتجزوني بدون سبب...و آني اريد اروح للحمام لانه بعد مدا اتحمل

طبعا الدنيا تحول لونها الى بمبي مثل ما تكول الاميره النائمه سعاد حسني...و بدل الشرطي صاروا خمسه...و اشتغل البوس و التأسفات بس على الطريقه الهنديه ...هسه كل هاي كوم و روحتي للحمام كوم

المهم و بعد ساعه طلعت معزز مكرم بعدما رحت للحمام و بدلت هدومي و خاصه القسم الاسفل من الملابس الداخليه لان الباص اللي يروح للحمام تأخر شويه...بس الحمد لله موعد الطائره بعد ما راح

و هناك صار موعد الطياره فأتجهت الى باب المغادرين للصعود الى الطائره...موظف الجوازات باوع على الجواز و باوع على وجهي و قال لي...اشو انته مدا تشبه نفسك بالصوره... فكما ارى ان هناك دوائر سوداء حول عينيك و الصوره خاليه من هذه الدوائر و شفايفك بالحقيقه اشبه بشفايف الله يستر عليهه انجلينا جولي بينما بالصوره الشفايف عاديه كما و ان الشعر اللي بالصوره سرح و كثيف بينما بالواقع شعرك مجعد و قليل و هكذا عدد موظف الجوازات حوالي اربعه و عشرين فارقا بين الصوره و بين وجهي فقلت له و بكل رفعه و عظمه...الله يخليك حضره الضابط...هاي صوره جديده لم يمرعليها أكثر من شهر...و لكن زملائك الله يسامحهم عملوا لي حفله وداعيه قبل قليل و انا من الفرحه شويه ملامحي تغيرت

كان هناك ضابط آخر يقف بجانب موظف الجوازات ...مال عليه و همس في أذنه بعض الكلمات فضحك موظف الجوازات " ما أعرف ليش " و ناولني الجواز و قال....روح اخي ...الله معك.... و الله عفيه بيهم موظفي المطار...شكد مؤدبين و يحترمون الواحد

و انا جالس في مقعدي بالطائره المتوجهه الى ماليزيا ظليت اسال نفسي سؤال واحد....زين سعيد مثلي...عراقي أبن عراقي...زين ليش هوه احترموه و آني لا...يعني قتلوا الفرحه بداخلي في سفرتي الوحيده الى خارج العراق...ليش هيجي العراقيين ماعدهم حظ

هنا احسست ان كل اصدقائي الذين يشاركونني في جلسه السمر نايمين على روحهم من التعب...آني هم اتسحبت و شلت نفسي و رحت لبيتنا بهدوء حتى لا ازعج نومتهم

من هذاك اليوم لليوم...ما انعقدت اي جلسه سمر ثانيه...و كلما أسال اصدقائي يجاوبوني و يكولولي...ما كو داعي...الحر ارحم....زين شنو اللي صار و خلاهم يغيرون رايهم و يلغون جلسه السمر....الملاعين....بس لا جارين خط من المولده و ما يريدون يكولولي...و الله لو تبين انه فعلا جارين خط من المولده صدك فلا بعد احجيلهم اي قصه


بعد الافطار