المشهد الاول
نظر الى مزرعته الكبيره المتراميه الاطراف و التي استحوذ عليها من مالكها السابق الذي تم تهجيره و قال في نفسه و هوينظر اليها من خلال شباك غرفته في اعلى القصر...يا لها من مزرعه جميله تسر الناظرين..لكني اريدها اكبر لدرجه اني لو اطلقت فرسا تركض لما استطاعت ان تخرج من ملكي هذا و لو ركضت لاسبوع بلا توقف...هكذا اريدها...كبيره. و أجال بنظره يمينا و يسارا من اعلى القصر و هو يكاد يلتهم المزرعه بعينيه
حسنا فعل المهندس , قال في نفسه , فقد بنى هذه الغرفه في اعلى اعالي برج القصر... عاليه جداو لكني اريدها اعلى من هذا و خاصه عندما تكبر مزرعتي ...حتى ارى ابعد و ابعد...سأمره ببناء طوابق اضافيه فوق هذه الغرفه و ساجلس في اعلى القمه...يا لها من متعه ان انظر و ارى كم هي كبيره مزرعتي و انا جالس في اعلى البرج
المشهد الثاني
تجمع امهر اطباء و حكماء المدينه حوله . جال بنظره بينهم و سأل خادمه ..اهؤلاء امهر الماهرين في الطب. نعم سيدي اجابه الخادم فقد اتينا بهم من خارج المدينه و اخترنا اكثرهم حذاقه و جئنا لك بهم. و من منكم يقود هذا الفريق ؟ سأل الاطباء فتقدم احدهم و قال...انا يا سيدي و سأشرح لك حالتك...دمك يفسد داخل جسمك و لا نعرف السبب. و اذا استمر الحال على ما هو عليه فسيتسمم جسمك الى حد الموت. نظر الى الطبيب و سأله...أهناك علاج...الستم أمهر الاطباء ؟ يجب ان تعرفوا العلاج كما عرفتم المرض. نعم سيدي ..نحن نعرف الحل اجابه قائد الفريق...يجب ان نضخ دما في جسمك ليستبدل الدم الفاسد...و لكننا نحتاج ان نفعل ذلك كل يوم..المشكله ان ليس هناك دم كافي لعمل ذلك
هنا ابتسم مغتصب المزرعه و نظر الى الاطباء و قال لهم...أذن سأعيش...تركهم في دهشه مما يقول فليس هناك دما كافيا لابقائه لاكثر من يوم
اكتمل بناء الطوابق الاضافيه للبرج و هو يستطيع الآن ان يرى لمسافه بعيده...اشترى كل المزارع القريبه ومن لم يبع له تعامل معه بطريقه أخرى جعلته في النهايه يملك كل المزارع المتوفره في المنطقه
لم يكن كل ذلك بقريب عن رضاه . لا يزال يريد ان تكون المزرعه اكبر و اكبر
و في تلك الاثناء سمع صراخ عال من الغرفه المجاوره...يا لهؤلاء..لماذا لا يستسلموا لقدرهم بهدوء...ما أزعجهم
في الغرفه المجاوره كان هناك الكثير من الاجهزه المعقده لسحب الدم و ضخه. كان هناك سرير مسجى عليه شخص يصرخ و يستغيث و الاطباء من حوله لا يبالون به. نظر صاحب المزرعه الى المشهد و فكرفي نفسه بانه محظوظ لان فصيله دمه تجعل جسمه يتقبل دم من كل الفصائل و كل ما يجب فعله هو استمرار التواطؤ مع قاضي المدينه الفاسد و اجهزه الشرطه المرتشيه و الصاق التهم بالناس و حكمهم بالاعدام بتفريغ اجسادهم من الدم لديمومه توفير الدم له...اما التهم فما أسهلها...تهمه سياسيه لاي سبب كان...ثم أعدام مؤكد.. مما يعني المزيد من الدماء التي يحتاجها..ما أسهل كل ذلك في زمننا هذا
تفحص النجار الكرسي...دار حوله عده مرات ثم وجه كلامه الى مغتصب المزرعه...سيدي...وزنك يزداد بشكل غير طبيعي يوما بعد يوم...حجمك كذلك فانه بزياده طرديه مع الوزن...لم أشاهد حاله كهذه في حياتي و لكن...يجب ان نصنع كرسي آخر أكبر من هذا الكرسي بكثير نظرا لزياده وزنك و حجمك..و يجب أن نصنعه متينا...كبيرا...و قويا ليتحمل هذا الوزن العظيم و أي زياده مستقبليه سواء في الوزن أم الحجم...وافقه مغتصب المزرعه في الحال لانه يعرف انه لن يتوقف عن تناول الدم
الكرسي الجديد اصبح بالكاد يتحمل حجم و وزن مغتصب المزرعه... فالدم المنقول له في كل يوم جعل وزنه يزداد بشكل غير متوقع و كذلك حجمه...لكنه سعيد جدا بأن مزرعته يزداد حجمها كذلك...فكر في نفسه...بهذا الدم سأعيش الى الابد . جال بعينه يمينا و شمالا من غرفته الواقعه في أعلى البرج و قال لنفسه...ما أبهى ما أرى...كل العالم أصبح تحت قدمي...ما من منافس ينافسني و لا أحد يحكمني...تململ من حجم الكرسي الجديد و فكر في نفسه...اعتقد أني احتاج الى كرسي أكبر...حتى الكرسي الجديد اصبح لا يتحمل وزني أو حجمي...أعرف أن الاطباء نصحوني بالتقليل من نقل الدم لاني لا أحتاج لهذا كله و لكن ماذا أفعل...أصبح جسمي يشتهي الدم حتى و أن لم يحتج له
في هذه الاثناء سمع صرير و طقطقات تصدر من أرضيه الغرفه العاليه...ظنها في البدايه ان الكرسي الجديد بدأ يتصدع و لكنه لم يستطع النهوض و الخروج من الكرسي فقد حٌشر جسده فيه...و هناك رأى ان الارضيه بدأت تتشقق فادرك ان الاصوات ناتجه عن هذا التشقق..أدرك ان أرضيه الغرفه اصبحت لا تتحمل كل هذا الوزن....حاول النهوض من الكرسي و لكنه كان عالق فيه...أخذ يصرخ و يستنجد و لكن الارض كانت تتشقق سريعا من تحته و ما هي الا لحظات حتى انهارت ارضيه الغرفه لتهوي به من هذاالعلو الشاهق الى اسفل البرج. و هو يهوي ادرك انه نسي ان يعزز تحمل ارضيه الغرفه لتتحمل وزنه لان تركيزه كان منصب على الكرسي...ادرك خطأه و لكن بعد فوات الاوان...سمع الجميع صراخه و هو يهوي ليتناثر جسده اشلاء في خلال لحظات...ساد الصمت المكان... و لكن بقيت زقزقات العصافير مسموعه و بوضوح اكثر من السابق
ملاحظه: هذه القصه هي محض خيال و لا تمت باي صله لاي احداث على ارض الواقع قد تتشابه مع احداث القصه...مو تورطوني...تره البارحه كصيت اظافيري و عليه فأن جسمي ما يتحمل اي صونده...حبابين