2015-07-12

أنا و هو

جلست على مقعد الحافلة منهكا بعد يوم عمل شاق .و جلس بجانبي رجل في الثلاثينات من عمره بعد أن أبتسم لي و حياني . مؤدبين كلش أهل هذا البلد . أخرج من جيبه الآيباد و أخذ يجقجق فيه . لم أحاول النظر الى ما يكتبه الأخ الحباب فهذا هنا يعد تدخلا بخصوصيات الغير و هذا طبعا كلش عيب بأعراف أهل البلد الحبابين. بعد هنيهه التقت نحوي الرجل مبتسما و قال لي " هل تعرف ما أكتبه الآن "..نظرت اليه و أجبته
لا و العباس تره ما باوعت شدا تكتب
هو :  : أكتب عن مشاعري و فرحتي بقرار الأمريكان بأقرار زواج المثلين
أنا و بعد أن أبتعدت عنه قليلا : ليش هو أنت شاذ
هو : لا لست شاذا لكني أشعر بالسعاده لاقرار حق من حقوق هؤلاء المساكين
أنا : العفو و ماذا عن حقوقنا نحن غير الشاذين
هو : ما بالها فنحن ننعم بحقوقنا
أنا : طبعا لا فنحن لا ننعم بحقوقنا
هو : ماذا تقصد بهذا يا هذا
أنا : اليس من حقي مثلا أن أعيش مثل بقية الأوادم في بيئه ليس بها شاذ عن فطره رب العالمين
هو : و ما الضير في أن تعيش و حولك بعض الشاذين
أنا : و لماذا أعيش و من حولي أناس مختلفين عنا. أناس لا أئتمن أي منهم على أبني أو أبنتي
هو : يبدو أنك قاسيا بعض الشئ
أنا : لا و الله يبدو انك مايع بعض الشئ. رب العباد خلق الزوجين الذكر و الأنثى لتستمر الخليقه و خلق من كل زوجين أثنين لكل شئ ليش تجون و تفرحون لبعضهم ممن يغير خلق الله

هو بعد أن طارت الأبتسامه من على محياه : يبدو أنك صاحب فكر متطرف و غير حضاري. أنتوا ليش عايشين بيننا
أنا و بعد أن أستبد بي الغضب : يبدو أن مصائبنا لا تنتهي . نتكلم بالحق في بلادنا فنتهم بأننا بعثيون قاعديون داعشيون أرهابيون فنهاجر الى أرض الله الواسعه و نتكلم بالحق فنتهم بأننا متطرفون متخلفون رجعيون . لا أدري أين ستسعنا أرض الله

هو : و لذا فأنك يجب أن تنظر لنفسك أولا لأنه يبدو أن العيب فيك أن لم تسعك أرض الله و العيش بين عباد الله
أنا : العيب ليس في بلاد الله و لا العيب فيمن يريد أن يعيش كأنسان عادي و يحيا حياة عادية و يساهم في بناء مجتمع يكون أفراده عاديين بل العيب فيمن يقبل بالعيب على أنه ليس عيبا . هل أصبح العيش كأنسان عادي صعبا في زمننا الأغبر هذا
هو : يبدو أنك أنت من تصعب الأمور و لا تأخذ حريات الآخرين بعقل مفتوح
أنا و بعد أن هممت بالوقوف لا لضرب الأفندي بل لأني وصلت محطتي : يبدو أن تعريف العقل و الفكر المنفتح أصبح اليوم يعتمد على مفاهيم و أسس خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان
و بعد أن نزلت و هم الباص بالتحرك أخرج الأخ الحباب رأسه من الشباك و صاح بي ...أرجع منين ما جيت يا متخلف

لا يا ملعون...هذا طلع لا حباب و لا هم يحزنون

خبر ع الطاير

كان رد فعل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي غريبا على أنباء تشريع زواج المثليين في الولايات المتحدة. فقد صرح الزعيم البالغ من العمر 91 عاما بما أن الولايات المتحدة سمحت بزواج المثليين فهو مستعد لطلب يد الرئيس باراك أوباما.
وقال موغابي: "بما أن الرئيس أوباما يدعم زواج المثليين ويحمي مثليي الجنس. فأنا مستعد إذا لزم الأمر الذهاب إلى واشنطن وطلب يده".
أوباما لم يعلق على طلب موغابي لكن ميشيل زوجه الرئيس مكتئبة و خايفه لا يسويها أوباما و ينزًل ضرُه عليها تالي وكت

2015-07-03

غريب على الخليج و البحر و المحيط

زغردت أم محمد بفرح و لم تتمالك نفسها من البكاء " أبني تخرج و صار دكتور "  و زغردت كل أمهات الحي معها فالكل كان يحب محمد الخلوق المؤدب ..و الدكتور حاليا..طبعا خالة حسنة فرحت كلش هواية لأنه صار الدكتور يم بينهم و ماكو داعي تروح الى الباب الشرقي و تصرف وقت و فلوس و الدكتور محمد يمهم قريب و ببلاش

 عين محمد في أحدى المستشفيات و منها بدأت رحلته كطبيب . . أحيانا يسرع الى المستشفى عندما يستدعونه للمساعده خارج اوقات دوامه و خاصه مع كثرة الانفجارات و الضحايا  لكنه يعاني الأمرين في السيطرات. يحثهم بالاسراع لأنهاء التفتيش لانه طبيب و ينتظرونه في المستشفى بفارغ الصبر فيأتيه الجواب " يعني و إذا طبيب قابل فوك راسك ريشه حالك حال كل هالعالم و أذا ما يعجبك هسه نحجزك " و طبعا الكلام يوجه له من قبل زعطوط حتى بالكاد يعرف القرأة و الكتابة ...اللهم طولك يا روح على هالوضع المعضرط
و في المستشفى و ذات يوم جاء أقرباء أحد جرحى أنفجار للأطمئنان على حالته فخرج عليهم محمد ليبلغهم بأن ابنهم قد أستشهد و لم تنفع معه كل المحاولات لأنقاذه . سألوه عن الدكتور المعالج فأخبرهم بأنه هو من حاول علاج أبنهم...طبعا أنكلبت الدنيا على راس الدكتور محمد المسكين " أنت ما عرفت تعالجه...اليوم الا روحك مقابل روحه ..نريد فصل قابل عبالك روح أبننا رخيصة " و هكذا دخل الدكتور محمد في دوامة لم تنته الا بعد أن جمعت عشيرة محمد آلاف و ملايين مملينة لعشيرة الشهيد بفصل عشائري حضره اللي يسوه و اللي ما يسوه . و لم يفهم الدكتور ليش الجماعه عافوا الحمار و جلبوا بالبردعه
هنا بزعت روح الدكتور محمد من هالوضع بس أقنع نفسه أن بلده يحتاجه و أن أمه العجوز لا بد من رعايتها و البقاء جنبها ردا للجميل و برا بالوالده خاصه أن الوالد قد رحل عن هذه الدنيا عندما كان محمد طفلا و لا أحد يؤنس أم محمد غير أبنها الوحيد و كذلك عجائز الحي اللاتي وجدن في الدكتور القريب من بيوتهن الملاذ في كل مرض حتى البسيطة منها " هذاك اليوم عطس أبو عدنان و طار طخم الأسنان و بسرعه خالتي أم عدنان طيران على الدكتور محمد لتسأله ليش العطسة هالمرًة قويه بحيث طار من قوتها طقم الأسنان و هل هذه من أعراض مرض أفلاونزا البط " ...اللهم طولك يا روح
و في يوم ما حلت سيطرة لأحدى الميليشيات محل سيطرة الشرطه لسبب لم يعلمه محمد و كالعادة حثهم الدكتور محمد على الأستعجال ﻷنه يريد الوصول الى المستشفى بسرعة...هنا نظر أعضاء السيطرة الوهميه اليه بأحترام و سألوه " عفوا بس هل فعلا حضرتك دكتور " و عندما أجابهم بنعم قاده بعض أفراد تلك الميليشيات الى سياراتهم بكل أحترام و أخذوه بعيدا حيث المجهول
و بعد أسابيع من المفاوضات بين الخاطفين و عشيرة محمد قبل سجانوه بأطلاق سراحه مقابل 100 دفتر أخضر كلفت أم محمد بيتهم و مزرعتهم في ديالى . قال لهم أعضاء الميليشيات أنهم عادة ما يقتلون الأطباء لكن رأفه بحال أمه و أستجابه لنداء المفتي شيخ العصابه الذي كان يدعوا من الله أن يفك أسر الدكتور و أن يرجعه لأمه سالما بعد دفع ال 100 دفتر طبعا !!!!!...شيخ مستجاب الدعوة و الله أعلم
أنعل أبو هالعيشه لا أبو اللي يريدها..قالها  الدكتور محمد و هو يلم جوالاته و يهج من البلد بعد أن باست أمه يديه و رجليه حتى يترك البلد ﻷنها لم تعد تأمن عليه فيها ..سكنت أمه العجوز في بيت أخيها و غادر محمد البلد بليله سودة
بعد فترة طويلة أستيقض الجيران من قيلولة الظهر على زغاريد أم الدكتور محمد و هي ترفع وجهها للسماء بالشكر " الف حمد و شكر لك يا رب على نعمتك و فضلك ...اللهم الف حمد و شكر لك " سأل الجيران أم الدكتور عن سبب فرحتها فأجابتها و دموع الفرح تغطي وجنتيها أن أبنها وصل الى بلتد بعيدة جدا أسمها أستراليا بعد أن أستطاع أن يصل هناك عن طريق التهريب و يقول أنه بخير و أنه أشترى سيارة بالنقود المتبقية معه و هو يعمل الآن سائق تاكسي و يكسب قوت يومه بعرق جبينه " ...تعجب الناس و قالوا لها...خاله أم محمد هاي أستراليا كلش بعيدة و بعدين الدكتور محمد طبيب و شغله التاكسي هاي مو من ثوبه

ميخالف وليداتي...أبعد ما يكون أحسن حتى يخلص من كل شئ..و ميخالف سايق تاكسي بس عايش أحسن من دكتور و مهدد يوميا بالقتل

و هكذا عاش الدكتور سائق التاكسي محمد بعيدا و وحيدا مثلما عاشت أمه وحيدة و ماتت و هي فرحانه و متونسه بسلامه أبنها في بلاد الغربة  . و هكذا كان الدكتور محمد يسد مسلتزمات معيشته من عمله الجديد و يشكر الله على ما رزقه في الوقت الذي كان فيه أعضاء البرلمان و الذين في معظمهم لا يملكون أي شهادات و مؤهلات يتقاضون رواتب مجزيه تصل الى 3 دفاتر خضر شهريا عدا مخصصات الحماية و السفر و الجوازات الدبلوماسية و غيرها بالرغم أنهم لم يقدموا للبلد معشار ما كان الدكتور محمد " عندما كان دكتورا في العراق "يقدمه للمجتمع و البلد


و هكذا قضى الدكتور سايق التكسي بقية حياته في البلاد البعيدة و هو يتغنى برائعه السياب  "غريب على الخليج " كل يوم و قلبه يصرخ و يقول...عراق عراق عراق

هذا هو زمن العضاريط المخربط

حكمة من أخوكم لبيب " عندما تكون مريضا فأنك تحتاج الى ذي علم فقيه بما يعلم و ليس الى  سياسي يتكلم بما لا يفقه"  و هسه العراق بلدنا مريض..زين شنو الحل ؟

أودعناكم


الكاريكاتير مقتبس