2014-09-13

أسكت و أكعد راحه

المشهد الأول
استقل التاكسي لمشواره المهم آملا أنه سيصل في خلال نصف ساعة. الحواجز الكونكريتيه و السيطرات الرسمية و الميليشياوية في كل مكان .
 يمعوًد أبو الغيرة ...شوية أسرع تره راح أتأخر
سائق التاكسي : يعني دا تشوف السيطرات و الحواجز...و الله لو صاير سايق مال عربة بحمار هم كان وصلنا أسرع
هو : و الله حتى الحمار هم ما يستحمل هذا اللي ديصير...زين أنتو ليش ما تشتكون عند نقابة النقل و الحكومة على هاي الحالة
سائق التاكسي : عمًي قابل آني حمار...أكعد راحة و أسكت
المشهد الثاني
وصل بعد أنتظار طويل الى موظفة البنك
الله يساعدك أختي...أخوية اللي بالخارج دزلي كم فلس حتى أشتريلي سيارة
الموظفة : ما شاء الله...و شنو راح تشتري...مارسيدس
لا أختي...هنه كلهن 5 الاف دولار...يا مارسيدس اللي تجي بمثل هيجي مبلغ
الموظفة : لا و الله ..حسابك ماكو بيه أي تحويل خارجي
يمعودة هو قال لي أنه دز الفلوس قبل شهر
راح أتصلك بالبنك الوسيط لأنه أنت كطعت قلبي
و بعد هنيهة طويلة شويه تسلًى فيها بمشاهد نشرة الأخبار من غلى شاشة التلفاز المعلق بالحائط رجعت الموظفة
أخي...تروح و تخابر أخوك لأنه لم يدلي بمعلوماته كاملة و البنك الوسيط  يرفض التحويل بدون هذه المعلومات
صار أختي...بس شنو المعلومات المطلوبة ؟
الموظفة : عنوانه الكامل . نسخة من جواز سفره..نسخة من شركته يثبت فيها مقدار راتبه
بس هو قبل دزلي كم فلس و ماكو أحًد طلب هيجي معلومات
الموظفة : أخي هاي تعليمات جديدة لتضييق الخناق على تحويل الأموال لجهات أرهابية حول العالم
قال لها و هو يشير بأصبعه الى شاشه التلفاز التي تظهر السيارات الحديثة رباعية الدفع التي تمتلكها داعش و هو يسأل
زين لعد هاي السيارات منين جابوها الجماعة أذا أكو هيجي أجراءات صارمة
الموظفة و هي ترتعد : عمي أسكت و أكعد راحة
 
المشهد الثالث
 
التدافع على موظف الجوازات وصل لأبو موزة " مو زوجه الشيخ حمد " و كلما يصل الى الشباك و يتكلم مع الموظف يكتشف أن هناك أوراق جديدة عليها أن يقدمها و يملأها لتعود معاناته من جديد. لم يحتمل الحر و التدافع و المهانه فصرخ بأعلى صوته و الحشود تسحق عظامه
معودين .......لا أبو هيجي بلد يذل المواطن على أبسط حقوقه
صاح به أحد المتدافعين : هاي لو عندك واسطه يم أحزاب مقتدى الصدر أو الحكيم أو غيرهم كان مشًوا معاملتك أول واحد
فصاح بعد أن طفح الكيل................لا أبو مقتدى لا أبو الحكيم لا أبو كل هالأحزاب اللي طيحت حظنا
هنا هب جميع الناس عليه ليمزقوه جرًاء تطاوله على شخصيات وطنية يبجلها الكثير ممن يقفون معه في هذا الحشد
صرخ رجل عجوز و هو يحاول تخليصه من بين أيادي الجمع الغاضب
يمعودين خطية...دعوفوه لهالمسكين...هم أنتو و هم الزمن عليه
قال للرجل العجوز الذي خلصه من براثن و مخالب الذئاب الغاضبه : عمي أشو من سبيًت البلد محًد تحرك و من سبيت سبب الخراب كلهم طاحو براسي ضرب بالنعل...ليش هيجي
أجابه الرجل العجوز و هو يتنهد : عمي أسكت و أكعد راحه
خرج و هو أشد أصرارا على الحصول على جواز...فهو لا يريد أن يسكت...و لا يريد أن يكعد راحه
 
المشهد الرابع
 
و هو جالس في مساء ذلك اليوم يتابع نشرة الأخبار ظهر أحدهم و هو يبشر بالأنتخابات و يدعوا الشعب ليعطي له صوته حتى يدافع عن حقوقهم كما دافع عنها في الماضي القريب و لا ذل بعد اليوم بوجود المرشح و حزبه
لم يحتمل...شال قندرته العتيكة و ضرب بيها التلفزيون و هو يصرخ " ......أبوكم لا أبو اللي يسكت و يكعد راحة "
المشهد الاخير
بعد أن أقتحمت الميليشيات البلدة و صورت بعض الذين قتلوا من المدنيين ظهر وجه صاحبنا المسكين و هومطروح على الأرض شهيدا و أحد الجنود يدوسه برجليه و يقول....هذه داعش اللي خبصتونا بيها و جاءت من وراء الحدود ..و لكم أرجعوا منين ما جيتوا و أسكتوا و أكعدوا راحة
هذا مع العلم أن صاحبنا لا غادر الحدود و لا يعرف أي شيء عن بعبع أسمه داعش
تعتقدون بعد يفيد السكوت لو  أكو راحه بعد اليوم ؟