2012-06-01

الأقزام

في أحدى الليالي الشتوية الباردة بقي الأطفال يلعبون فيما بينهم حتى وقت متأخر . فالكهرباء غائبة و لاشئ يسليهم غير اللعب فيما بينهم . الجدًة صاحت بهم ليخلدوا الى النوم بعد أن أعياها صراخهم و تقافزهم بين الأسرًة. الأطفال أستمرًوا باللعب لكن الجدة نهرتهم بقوة و أمرتهم بأن يخلدوا الى النوم مرًة ثانية . أيضا لم يستجب الاطفال لأوامرها . هنا صاحت بهم الجدًة " روحوا ناموا بعدين يسمعكم الطنطل و يجي ياكلكم " توقف الأطفال عن اللعب فورا و نظر بعضهم الى البعض الآخر لبرهة... ثم أطلق الجميع ضحكات عالية . صاح أصغرهم  " خطيًة بيبي...لهسًة عبالهه أكو طنطل بالدنيا ...هههة هو اللي يشوف قائد جيش الطرشي بالتلفزيون هم بعد يخاف من طنطل" ..أحتارت الجدًة في أمرها من جيل بعبع هذا. صاحت بهم " أذا أحكي لكم قصة ما قبل النوم بس على شرط تنامون بعدها مباشرة" . توقف الأطفال عن اللعب لبرهة و نظر أحدهم الى الآخر. سأل أصغرهم الجدًة " بيبي يا قصًة تريدين  تقصين علينا ؟ " فأجابتهم الجدًة " شنو رأيكم بقصة ليلى و الذئب ؟ " هنا تقافز الأطفال و أستمرًوا باللعب في ما بينهم متجاهلين طلب الجدًة .  " أصغرهم قال للجدًة وهو يتقافز مع البقيًة " بيبي ...قابل أحنا زعاطيط..هاي القصًة صارت عتيكة " . فصاحت بهم الجدًة " زين قصًة الأميرة النائمة ؟ " أيضا أستمر الأطفال بالتقافز و اللعب فيما بينهم و لم يبدوا أي أهتمام لسماع قصص الجدًة العتيكة  . جربت الجدًة المسكينة معهم كل القصص التي حفظتها لكن دون جدوى . أخيرا صاحت بهم " زين أحجيلكم قصًة الساحرة و الأقزام الهواية " ..هنا سكت الأطفال و كفًوا عن اللعب و أنصتوا لما قالته الجدًة بأهتمام  فهم لم يسمعوا بهذه القصًة من قبل . قال لها أصغرهم " بيبي...أخاف تلعبينه مثل ما لعبتنا الحكومة الرشيدة و قشمرتنا " . أجابته الجدًة ..لا يا حفيدي...بعدين قابل آني أخلاقي مثل أخلاق حكومتنا الرشيدة ؟ " صاح  جميع الأطفال بصوت عال و باحترام واضح  " لا بيبي...حاشاكي ". سألتهم الجدة الجميع أن ينزلقوا تحت فرشهم لتبدأ بسرد القصًة لهم . أنسلً الجميع تحت الفرش و بدأت الجدة بسرد الحكاية. قالت لهم " كان يا ما كان في حاضر العصر و الأوان فد وحدة تكول على نفسها أميرة أسمها سندريلا " ..هنا تململ ااطفال و صاحوا جميعا بصوت واحد " أهوووه بيبي...هاي سامعيها مال سندريلا " قالت لهم الجدًة ..وليداتي ...مو كلت وحدة تكول على نفسها سندريلا...هي مو نفس السندريلا التي تعرفونها..المهم .كانت هذه التي تسمي نفسها سندريلا  تمتلك مملكة واسعة جدا . كان لهذه السندريلا مطامع في مملكة أخرى ..أرسلت مخابراتها الى جميع الاصقاع لدعوة جميع من يرغب في أحتلال المملكة الثانية لحضور حفلة تقيمها السندريلا على شرف من لا شرف لهم ...سمع بهذه الدعوة كل القاصي و الداني . و كان ممن سمع بهذه الحفلة العضاريط الأقزام الذين يعيشون بأرض العمالقة...أجتمعوا فيما بينهم و أخذوا يتهامسون بما سمعوه من أمر الحفلة..قال قسم منهم " معودين خلًي نروح...أكيد بيها أكل و كيك و يمكن شوية فلوس...مو أحسن من كعدتنا هاي "  بينما خاف القسم الآخر من أن يسمع بأمرهم زعيم المملكة الثانية و يهرشهم تحت أقدام مخابراته. و بعد مجادلات و مناقشات قرر الأقزام حضور حفلة سندريلا و المسألة أكيد تستاهل مادام بيها كيك....هنا لاحظت الجدًة أن الاطفال بدأوا يصغون لها فأكملت قائلة

و في اليوم الموعود ذهب جميع الاقزام بأعدادهم الهواية الى الحفلة . كل من هؤلاء الأقزام لبس أحسن ما عنده من ثياب..فهذا لبس لباس طرزان و الثاني روبن هود و الثالث سوبرمان و الرابع ميكي ماوس و هكذا حتى يجذبوا أنتباه الكاميرات و سندريلا الحفلة ..هنا سأل أحد الأطفال الجدًة ببراءة " بيبي ...ماكو واحد بيهم لبس كرندايزر " فأجابته الجدًة قائلة " لا وليدي...بس كلهم عندما تكلموا مع السندريلا عن بطولاتهم أقتبسوا الكثير من مغامرات هذا الكرندايزر " و أكملت الجدًة قائلة..و هناك و عندما كان الأقزام يسردون بطولاتهم الوهمية على السندريلا عارضين مساعدتهم لأحتلال المملكة الثانية سمع صراخ و هرج وسط الحفلة و سمع أحدهم و هو يصرخ بأن زعيم المملكة الثانية متوجه مع جنوده الى مكان الحفلة لمعاقبتهم...طبعا كانت هذه أشاعة لكنها كانت كافية لبث الرعب بين صفوف العضاريط الاقزام ...و هناك و صار طشًارهم ماله والي و تراكض جميع الاقزام هربا من مكان الحفلة تاركين أحذيتهم خلفهم " هنا ضحك جميع الأطفال على حال الأقزام و على جبنهم و خوفهم الذي جعلهم يتركون أحذيتهم من ورائهم...الجدًة قالت في نفسها" أيييييه...اللي يدري يدري...و المايدري كضبة شوربة "
سألها الأطفال بلهفة " وبعدين بيبي...شصار من القصة ؟" فأكملت الجدًة سرد الحكاية قائلة " و بعد فترة ليست بالقصيرة قررت السندريلا غزو المملكة الثانية...و أرادت أن تستدعي الأقزام الذين حضروا حفلتها لأنها تحتاجهم لأضفاء شرعية لغزوتها المقبلة ...و لكنها لم تكن تعرفهم حق المعرفة حيث كان جميع الأقزام قد تنكروا بملابس غير ملابسهم العادية كما أسلفنا...أحتارت السندريلا في أمرها و كيف ستعرفهم خاصًة و أن الأقزام كثيرون في هذا الزمن الأغبر...و هنا تفتق ذهن وزيرها عن فكرة...فقد ترك هؤلاء الأقزام أحذيتهم ورائهم...و ما عليهم سوى أن يقوموا بدعوه جميع الأقزام و يضعوهم في أختبار يسمًى أختبار " تسوه لو ما تسوه "
هنا دعت من تسمًي نفسها السندريلا جميع الأقزام و بدأت بسؤالهم واحدا واحدا
 - هل أنت كنت موجودا في الحفلة التي أقمتها
-نعم مولاتي
-أي حذاء من هذه الأحذية هو حذائك
-هناك يا مولاتي...هذا المكطًع العتيج
-أقترب منًي أيها القزم
و هنا تقوم السندريلا بضرب القزم على رأسه بحذائه...فأن كان هناك صوت يشبه صوت الطبل و القزم لا يحس بألم الضرب و لا يعترض عليه  فأنه القزم المطلوب
و هكذا وليداتي أستطاعت السندريل أن تميًز أقزامها المطلوبين...بس العجيبة أن الأقزام المعزومين في حفلتها كان عددهم لا يتجاوز العشرين...و لكنها بعد هذا الأختبار أكتشفت أن هناك أربعين قزما مع واحد آخر محًد يعرف منين أجه أسمه علي بابا قد أجتازوا هذا الأختبار ..لم تهتم السندريلا كثيرا لهذا الخطأ المطبعي و قبلت بنتائج الأختبار
و حتى لا نطول القصًة عليكم وليداتي فقد تم الغزو و أحتلال المملكة الثانية و قتل زعيمها . و أحتل هؤلاء الأقزام المراكز القيادية في المملكة و أتوا بكل أقربائهم و أصدقائهم و كل عديم ضمير ليجعلوه مسئولا على العمالقة. و هنا أخذ العضاريط الأقزام و من أتوا بهم بسرقة مقدرات المملكة و قتل أبنائها العمالقة و أخذوا يعيثوا في أرضها الفساد...و قادوا هذه المملكة كما أرادت السندريلا المزيفة الى درب الزلك...قادوها الى الفقر و الجوع و الحرمان و تدمير البنية التحتية و سالت الدماء أنهارا و أخذت العوائل تفقد أبنائها في المفخخات و الأغتيالات و الخطف و أخذت العصابات المدعومة من قبل هؤلاء الأقزام تعيث في أرض المملكة فسادا و تحوًل الصبح الى ليل...و لا زال العمالقة الى هذا اليوم منكوبين ينتظرون الفرج و لم يعيشوا عيشة سعيدة...أنتهت القصًة الى أشعار آخر"
نظرت الجدًة فوجدت الأطفال فاغرين أفواههم...قال أصغرهم " بيبي...هذا فلم رعب مو قصًة...مو النوم طار من عيوننا و بعد مراح نكدر ننام "
هنا قالت لهم الجدًة " ناموا وليداتي نامو...أكوا أكثر من ثلاثين مليون واحد عايشين فلم الرعب هذا و نايمين "
أذعن الأطفال لأوامر جدتهم . أصغرهم قال و هو يغطي نفسه بلحافه الثقيل " أن شاء الله باجر تطلع الشمس و ننسى فلم الرعب هذا"
هنا أطفأت الجدًة اللالة و ذهبت الى فراشها و هي تدمدم مع نفسها " همزين محًد من الأطفال سألني ليش ما العمالقة أنتفظوا و سحقوا الأقزام تحت أقدامهم من صار بيهم هيجي...منين كنت راح أجيبلهم الجواب "
لكن صوت أصغرهم  كان لا يزال يرن في أذنها و هو يقول " الله كريم بيبي...الصباح رباح ".



حبيبتي...هذا القصر اللي بابا أنطانياه من أول مقاولة...مواعدني على حصان ماركة فيراري من ياخذ المقاولة الثانية