2014-09-20

خطية حمورابي

أسترخى على الحصيرة بعد أن أكمل غداء الظهيرة و أرتشف الشاي ثم نادى على زوجنه " زايرة...بلكت فد شاي اللاخ رحمه الله والديك "...أجابته الحجية " صار زاير...بس أنت خلصت كل القوري...راح أخدرلك قوري ثاني "
أرتخى على المخدة في أنتظار القوري الثاني و أخذ ينظر الى سعفات نخيل الناصرية و هو يتمايل مع نسمات الهواء الخريفية و العصافير تزقزق و هديل الحمام يعم أرجاء المكان...و ما هي الأ لحظات حتى سمع صوتا قويا
اعانتك الآلهه على ما أنت عازم عليه يا ولدي...كيف حالك
نظر الحجي الى الأعلى فأذا برجل ضخم طويل ذو لحية عظيمة شعرها مبروم كجدائل أبنه أخيه و يلبس الزي البابلي القديم يقف عند رأسه
الحجي : الله بالخير أبونا...أشو الثوب مالك كصير...شنو الخياط ما عنده شوية قماش يكمل دشداشتك و يغطي كراعينك ..وهاي ليش شاد رشمه مال أبو صابر حول خصرك
أجابه الشيخ الضخم : عذرا على الزي الغريب الذي لم تعتادوا عليه في زمنكم هذا يا سيدي .. لكن أنت صدك واحد ما تستحي..مو أحسن من أثواب أليسا و هيفاء وهبي...المهم أنا حمورابي العظيم و أردت الأطمئنان على أحوال الرعية من بعدي
أجابه الحجي : خايب الأنتخابات خلصت من زمان و صارت بالعكل بين أبو ما ننطيها و البقية و هسه يكولون صفت للعبادي...أنت أجيت متأخر و الكل أخذ بطانيات و صوًت
رد عليه الشيخ الضخم : حجي أنا حمورابي الذي حكم هذه البلاد و كل ما يحيطها منذ آلاف السنين...أنا من سننت أول الشرائع و أدرجتها في مسلتي...منها
 إذا، فقأ سيد عين ابن أحد الأشراف، فعليهم أن يفقؤوا عينه
إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يده
و منها الكثير...أنها حوالي أكثر من 280 قانون و قلت أن هذه القوانين لن يغيرها أحد حتى و لو كان ملكا...حجي أفتهمت هسًه آني منو
فأجابه الحجي بكل برود : خايب جا أنت ما تدري...المسلًة مالك أخذوها لمتحف اللوفر في باريس و ما عندنا غير نسخه من الجبس منها
حمورابي : آنه خوك...و لماذا لم تطالبوا بها
الحجي و بكل برود أيضا : عمي شنطالب بيها...قابل هيه حصة تموينيه هههههههه. بعدين تعال أكلك...يا قوانين اللي جاي تحجي بيهه...أشو صارت فالتون ..الواحد ياكل باللاخ و أبن المسئول محًد يكدر يحجي وياه و المواطن له الله
حمورابي غاضبا...لا يا....مو آني انسمط سلفا سلفاي الى أن حطيت كل هالقوانين و نظمت سير الحياة في أرض السواد
الحجي: عمي يا قوانين يا بطيخ...راح ذلك الزمن
حمورابي مطأطأ رأسه : زين  و كيف حال رياضه صيد الأسود في زمنكم هذا
الحجي و ببرود : عمًي يا أسود...ما بقت غير البزازين بهالبلد و محًد بحالهن..و ين ما تروح تشوف البزازين حول المزابل و ما أكو أسد غير بحديقة الحيوانات
حمورابي متسائلا : و هل هذه حديقة غناء كبيرة و فسيحه كحقولنا الخضراء التي تطعم كل جياع العالم ؟
الحجي ضاحكا : خايب أنت شكد غشيم...أيران و تركيا كطعت الماي عن العراق و لا بقى نخل مثل الأول و لا زرع و لا شجر...عمي حتى الركي قمنا نستورده من أيران و الفلاح اليوم كلًه كاعد يشرب جاي و يدخن مزبن...و لك ما أعرف أنت شلون صرت ملك و أنت هالكد غشيم
حمورابي غاضبا : الفرس و غيرهم لم يكونوا ليتجرأوا على رفع أصواتهم بحضرة الملك حمورابي...و اليوم يقطعون الماء عنكم و أنتم ساكتون
الحجي و هو يلف المزبن : لا و أزيدك من الشعر بيت مولانا...أيران لاعبة بينا طوبه..مفخخات و أغتيالات و ميليشيات و فتن و غيرها
حمورابي و هو ينتف بشعر لحيته: كفى...لا أريد أن أستمع الى المزيد
و في هذه الأثناء شاهد الحجي رجلين يركضان نحوه و يلبسان أزياء تشبه زي حمورابي
الحجي: و لك شتهي السالفه..أنتم منين جيتم
الأثنان و هما يلهثان بعد أن وصلا الى حيث يجلس الحجي : أنا نبوخذنصر و هذا الملك آشور بانيبال جئنا لنستفسر منك عن حال الرعية من بعدنا
هنا سحب حمورابي الرجلين و صعد الى السماء معهم و سمعه الحجي و هو يقول للرجلين الذين سحبهما معه : الافضل أن لا تسألا أي شئ و الا ستنتحران من القهر...طيًح الله حظك أمريكا وكل اللي في بالي...و كان صوته كالرعد هز أرجاء الكون و زلزل الأرض من تحت أقدام الحجي
هنا أفاق الحجي على يد الحجية و هي تهزه: زاير أكعد...القوري خدر
هنا أعتدل الحجي في جلسته و قال للحجيه و هو يمسح عرقه المتصبب : الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا و اليه المصير...يمكن إجاني ملك الموت بالحلم و فلتت منه
الحجية و بعد أن قص عليها الحجي الحلم: خايب يا ملك الموت...هاي يمكن حلمت بفلم القادسية و أنت ما تدري
لا قيًم الركاع من ديرة طويريج
 
و هذا الفيديو يوضًح لكم كيف نحيي اليوم عظمة حضارة الأجداد
 


2014-09-13

أسكت و أكعد راحه

المشهد الأول
استقل التاكسي لمشواره المهم آملا أنه سيصل في خلال نصف ساعة. الحواجز الكونكريتيه و السيطرات الرسمية و الميليشياوية في كل مكان .
 يمعوًد أبو الغيرة ...شوية أسرع تره راح أتأخر
سائق التاكسي : يعني دا تشوف السيطرات و الحواجز...و الله لو صاير سايق مال عربة بحمار هم كان وصلنا أسرع
هو : و الله حتى الحمار هم ما يستحمل هذا اللي ديصير...زين أنتو ليش ما تشتكون عند نقابة النقل و الحكومة على هاي الحالة
سائق التاكسي : عمًي قابل آني حمار...أكعد راحة و أسكت
المشهد الثاني
وصل بعد أنتظار طويل الى موظفة البنك
الله يساعدك أختي...أخوية اللي بالخارج دزلي كم فلس حتى أشتريلي سيارة
الموظفة : ما شاء الله...و شنو راح تشتري...مارسيدس
لا أختي...هنه كلهن 5 الاف دولار...يا مارسيدس اللي تجي بمثل هيجي مبلغ
الموظفة : لا و الله ..حسابك ماكو بيه أي تحويل خارجي
يمعودة هو قال لي أنه دز الفلوس قبل شهر
راح أتصلك بالبنك الوسيط لأنه أنت كطعت قلبي
و بعد هنيهة طويلة شويه تسلًى فيها بمشاهد نشرة الأخبار من غلى شاشة التلفاز المعلق بالحائط رجعت الموظفة
أخي...تروح و تخابر أخوك لأنه لم يدلي بمعلوماته كاملة و البنك الوسيط  يرفض التحويل بدون هذه المعلومات
صار أختي...بس شنو المعلومات المطلوبة ؟
الموظفة : عنوانه الكامل . نسخة من جواز سفره..نسخة من شركته يثبت فيها مقدار راتبه
بس هو قبل دزلي كم فلس و ماكو أحًد طلب هيجي معلومات
الموظفة : أخي هاي تعليمات جديدة لتضييق الخناق على تحويل الأموال لجهات أرهابية حول العالم
قال لها و هو يشير بأصبعه الى شاشه التلفاز التي تظهر السيارات الحديثة رباعية الدفع التي تمتلكها داعش و هو يسأل
زين لعد هاي السيارات منين جابوها الجماعة أذا أكو هيجي أجراءات صارمة
الموظفة و هي ترتعد : عمي أسكت و أكعد راحة
 
المشهد الثالث
 
التدافع على موظف الجوازات وصل لأبو موزة " مو زوجه الشيخ حمد " و كلما يصل الى الشباك و يتكلم مع الموظف يكتشف أن هناك أوراق جديدة عليها أن يقدمها و يملأها لتعود معاناته من جديد. لم يحتمل الحر و التدافع و المهانه فصرخ بأعلى صوته و الحشود تسحق عظامه
معودين .......لا أبو هيجي بلد يذل المواطن على أبسط حقوقه
صاح به أحد المتدافعين : هاي لو عندك واسطه يم أحزاب مقتدى الصدر أو الحكيم أو غيرهم كان مشًوا معاملتك أول واحد
فصاح بعد أن طفح الكيل................لا أبو مقتدى لا أبو الحكيم لا أبو كل هالأحزاب اللي طيحت حظنا
هنا هب جميع الناس عليه ليمزقوه جرًاء تطاوله على شخصيات وطنية يبجلها الكثير ممن يقفون معه في هذا الحشد
صرخ رجل عجوز و هو يحاول تخليصه من بين أيادي الجمع الغاضب
يمعودين خطية...دعوفوه لهالمسكين...هم أنتو و هم الزمن عليه
قال للرجل العجوز الذي خلصه من براثن و مخالب الذئاب الغاضبه : عمي أشو من سبيًت البلد محًد تحرك و من سبيت سبب الخراب كلهم طاحو براسي ضرب بالنعل...ليش هيجي
أجابه الرجل العجوز و هو يتنهد : عمي أسكت و أكعد راحه
خرج و هو أشد أصرارا على الحصول على جواز...فهو لا يريد أن يسكت...و لا يريد أن يكعد راحه
 
المشهد الرابع
 
و هو جالس في مساء ذلك اليوم يتابع نشرة الأخبار ظهر أحدهم و هو يبشر بالأنتخابات و يدعوا الشعب ليعطي له صوته حتى يدافع عن حقوقهم كما دافع عنها في الماضي القريب و لا ذل بعد اليوم بوجود المرشح و حزبه
لم يحتمل...شال قندرته العتيكة و ضرب بيها التلفزيون و هو يصرخ " ......أبوكم لا أبو اللي يسكت و يكعد راحة "
المشهد الاخير
بعد أن أقتحمت الميليشيات البلدة و صورت بعض الذين قتلوا من المدنيين ظهر وجه صاحبنا المسكين و هومطروح على الأرض شهيدا و أحد الجنود يدوسه برجليه و يقول....هذه داعش اللي خبصتونا بيها و جاءت من وراء الحدود ..و لكم أرجعوا منين ما جيتوا و أسكتوا و أكعدوا راحة
هذا مع العلم أن صاحبنا لا غادر الحدود و لا يعرف أي شيء عن بعبع أسمه داعش
تعتقدون بعد يفيد السكوت لو  أكو راحه بعد اليوم ؟