2010-04-01

قولوا الحمد لله الذي لا يحمد على حكومه سواه



بعث لي صاحبي ابو اكرم الذي يعيش في بلاد المهجر هذه القصه الواقعيه التي حدثت معه و رغبت ان تشاركوني في قرائتها

عزيزي لبيب

كل يوم و انا العن اليوم الذي ابتلانا بحكامنا العرب و الذين لا هم لهم سوى ترسيخ نفوذهم و سرقه اموال شعوبهم و خيرات بلادهم و ليذهب كل ما دون ذلك الى الجحيم. كل يوم تترسخ في ذهني هذه القناعه و الفكره عن حكامنا العرب حين ارى و اسمع اخبار وطننا العربي . قناعتي هذه تتعزز يوما بعد يوم و انا ارى احوالنا في اوطاننا تسير من سئ الى اسؤا و لنا في العراق خير مثل

قد تقول " ابو اكرم...شنو المساله....يعني كل يوم نشوف هذه القرود تتقافز و تتنطط و تسوي البلاوي...شنو الشئ الجديد بالمسأله " الجديد بالمسأله انه قد تمر احيانا بمواقف تجعل قناعاتك تتعزز الى يوم الدين و تجعل ما في داخلك يثور كبركان هائج

ما حصل معي ان شركتي قد اوفدتني لابتدأ مشروع جديد خارج مدينتي . حيث اني كعراقي مغترب احاول ان اخلص في عملي و ان احقق كل النتائج المرجوه من اي مشروع و قد نلت اعجاب و ثقه الشركه فيما يخص طريقتي باداره المشاريع مهما كانت صعوبتها . لذا فان مديري يرسلني الى اي مشروع جديد و كبير لاكون على راس الفريق المنفذ و ليضمنوا ان كل شئ سيسير على ما يرام " يعني نايمين براسي ". هذه المره كان المشروع بمدينه بعيده جدا فحاولت الاعتذار لعدم تمكني من ترك عائلتي لوحدها خاصه مع صغيرنا الجديد الذي بالكاد اكمل عامه الاول " ما سميته لبيب و على عنادك " و لكن الشركه الحت علي بالذهاب و لو لشهرين او ثلاثه لارساء قواعد المشروع و تشكيل فريق العمل و اعطائهم التعليمات فيما يخص تنفيذ و اداره المشروع و من ثمً تسليمه الى مدير اخر سيتم توظيفه قريبا. و بما ان المدينه بعيده فسيتحتم عليً الطيران الى هناك في بدايه الاسبوع و العوده في اجازه نهايه الاسبوع الى حين مجئ المدير الجديد  " يعني صرت السندباد الجوي" و ذات مره كان على متن الطائره الناقله احد المغنين المشهورين الذي اتى من الولايات المتحده الامريكيه لاقامه حفلات في المدينه التي انفذ فيها المشروع و ما ان هبطت الطائره في المطار حتى كان عمده المدينه مع هيئه بلديه المدينه في استقبال المغني . و كانت هناك فرقه من سكان البلاد الاصليين لاستقبال المغني برقصات فلكلوريه و شعبيه " هز جتف للضالين " . الحقيقه استمتعت بكل هذا الاستقبال لهذا المغني

الى هنا و المساله عاديه و طبيعيه و لا تحتاج الى كتابه هذه الرساله اليك و لكن ما حدث بعد ذلك هو ما جعلني اكتب اليك

بعد ذلك بعده اسابيع و اثناء اقترابنا من مطار المدينه الاخرى سمعنا صوت الطيار يخبرنا بان هناك طائره ثانيه يتعين عليها الهبوط بنفس الوقت و لهذا فان هبوطنا سيتقدم لعده دقائق . هيطت طائرتنا بسلام و الحمد لله و ترجلنا من الطائره و ذهبنا للصاله المخصصه لاستلام الحقائب. لاحظت ان هناك رجل شرطه واحد يقف على باب الدخول الى المطار. لم اعرف لماذا حيث ليس من العاده وجود اي رجل شرطه ثابت على الباب و لكني قلت في نفسي " لعل ان هذا اليوم خال من الجرائم كالايام التي نعيشها في العراق و ارادوا ابقاء رجال الشرطه مشغولين " و اثتاء ذلك هبطت الطائره الثانيه على ارض المطار. و هنا رايت رئيس الوزراء بشحمه و لحمه يترجل من الطائره مع وفد كبير من البرلمان....شنو المساله يمعودين...اشو ماكو لافتات...ماكو ناس تهتف بحياه رئيس الوزراء...ما كو واحد يلقي شعر في مآثر الرجل و يقول له انه لولاك  لكنا غرقنا في بحر الظلمات و لكانت  امواج التسونامي قد ابتلعتنا..ماكو واحد يلقي شعر شعبي و يسب الملل المعارضه لرئيس الوزراء و يسب جميع الاحزاب المعارضه لسابع جد منهم ...ماكو واحد يدعي له بان يطيل الله بعمره لتطول معها قائمه انجازاته...يمعودين!!!هذا رئيس الوزراء

هنا و بالصدفه مر رئيس الوزراء من جانبي . لم ار اي حمايه من حوله غير شخص واحد بنظارات سوداء و بدله انيقه يتفحص المحيط" مثل الافلام الامريكيه " و لكنه مبتسم ...عرفته انه الحمايه من المايكرفون الذي يضعه على اذنه. و عندما مر رئيس الوزراء من جانبي لمحني و عرفني من بشرتي و من ملامحي اني غريب فتوقف و ابتسم لي و قال " مرحبا..هل كل شئ على ما يرام "....لم اصدق انه يسالني ... هلو كاكو...هذا ديحجي ويايه... فاجبته  " نعم..شكرا "  فهز راسه و ابتسم و سار في طريقه. تعجبت من كل هذا و سالت موظفا في المطار و قلت له...قبل اسابيع جاء مغني مشهور فرايت عمده المدينه يقف باستقباله. و رايت فرقه شعبيه ترقص احتفالا بمقدمه و كما يقول اخواننا المصريين " عاملين زيطه و زنبليطه...طبعا لم اقلها بالانكليزيه لاني لا اعرف كيف اترجم كلمه زنبليطه  " و اليوم يزوركم رئيس الوزراء بنفسه و لا يوجد من يستقبله او يقدم له اي فعاليه...نظر هذا الموظف الي كانه يرى مخلوقا من كوكب اخر و قال لي...ذلك المغني اتى من امريكا ليمتعنا و لذا حق علينا ان نستقبله بهذه المراسيم و لكن رئيس الوزراء جاء ليخدمنا و هذا واجبه...فلماذا نحتفل بذلك!!! فقلت في نفسي ..  شنو هاي...اترزلًت....اول مره اسمع هيجي كلام...هاي لو آني كايل هيجي حجي على حمايه المالكي جان شبعت شكر و بقلاوه 

منطق رصين و لا غبار مقدس عليه. خرجت لاستقل الباص الخاص بالمطار فرايت ان هناك باصين بدل من واحد فسالت السائق الذي يوصلنا في كل مره عن سبب تواجد الباص الثاني فقال لي انه مخصص لاعضاء البرلمان الاتي مع رئيس الوزراء...!!! قلت له و لكنهم اناس مهمين فلماذا يستقلون الباص العادي..نظر الي نظره تشبه نظره موظف المطار عند سؤالي له عن عدم وجود مراسيم لاستقبال رئيس الوزراء و قال...ان رواتبهم تدفع من دافعي الضرائب..ان ارادوا ان يستقلوا سيارات فارهه فليذهبوا و يدفعوها من  جيوبهم...هاي ثاني مره اترزًل خلال اقل من دقيقتين 

الصراحه يا لبيب كنت اريد التوجه الى اقرب حائط صلب لامارس مراسيم النطح على حظنا الاعوج الذي ابتلانا بحكام جهله...ظلمه...قساه...لا يهمهم غير انفسهم و ليذهب الجميع الى الجحيم. علمونا التزلف لهم و التطبيل لمآثرهم المزعومه و التغني لبطولاتهم الوهميه . لا اظن اننا سنتقدم يوما طالما مثل هؤلاء يحكموننا و طالما اننا ساكتون على افعالهم الظالمه

لبيب اسمع النهايه و التي تشبه نهايه الافلام الهنديه. تبين ان رئيس الوزراء هذا راتبه بحدود الاربعمئه الف دولار و قد تبرع به لغايه نهايه فترته ولايته لانه و حسب قوله جاء ليخدم البلد فقط .هو بالاصل مليونير عصامي . انه رئيس الوزراء النيوزلندي جون كي

و اويلي على حظنا الاكشر 

الى هنا انتهت القصه

ابو اكرم يا صديقي العزيز...ليش هيجي ليش...مو آني صديقك...يعني ما يعجبك الا ان تخليني اكتئب..اكوم اغلق جهاز التلفزيون لانه بعد ما عندي طاقه اشوف اي قرد من قرود حكومتنا...الموقره ....و خاصه بعد ما سمعت من صديقي ابو اكرم كيف ان الشعب النيوزلندي مظلوم و ان رئيس وزرائهم انسان لا يحتمل...يعني عكس جماعتنه الله يطول باعمارهم.....كولو آمين