2014-02-18

حوبة الملكة اليزابيث البريطانية بعبود العراقي

عبود وصل الى بريطانيا بعد ما شاف المر و تبهذل بين سماسرة تهريب و دائرة الهجرة البريطانية التي أضطر معها الى تصفيط القصص حتى يقتنع الأنكريز " هيجي يسميهم " بأنه مظلوم و مطارد و مهدد و ما باقي بعد شويه إلا أن يقول لهم أنه عالم نووي مطلوب من قبل داعش لتصنيع قنبلة بيتنجانية لهم . المهم الأنكليز أنطوه العبود أقامة مؤقتة لغاية ما ينظرون بطلب اللجوء مال جنابه . و فوكاهه أنطوه شقة صغيرونة و راتب على كد حاله حتى يعيش عليه الى أن يقول الأنكليز فيه رأيهم .
 عبود فرحان لا شغل و لا مشغلة يطلع كل يوم من الصبح يفتر بالبارك القريب من بيته و يتفرج على الشقر الحسان....آآآآآآآه منك يا حمدية يا زوجتي المصون ...عشت معاك 20 سنة و كنت أظن أنني أملك أجمل زوجة...تعالي و شوفي العيون و القوام مال نسوان هالبلد...همزين قلت لها أن الرحلة خطرة و نصحتها أن تبقى بالعراق ..كان صرت مضحكة لو شافوها وياي ...دشوف نسوانهم هنا ...الواحدة كأنها قمر في منتصف الليل " حقه عبود ما شايفهم ليلة السبت من يسكرون شيسوون و ما شايف علاقاتهم الغير شرعية " ما علينا كل واحد حر بحياته . المهم عبود كان يعيش أجمل لحظات عمره في بلد الضباب .
 بس عبود حاله حال كل عراقي...لازم يسمع أخبار و يحكي بالسياسة حتى و لو هو ما يفتهم بالسياسة شئ . علموه أولاد الحلال من الجالية العراقية هناك على كيفية أستقبال القنوات الفضائية العراقية و العربية .و عبود يوميا يسمع بهالأخبار و يحمد ربه أنه كاعد بمكان لا بيه مفخخات و لا عبوات و لا نسوان تخبز بالتنور و لا حمدية التي بقت تدعي عليه و على اللي طلًع براسه فكرة الهجرة هذه و تغني له" قولو لأبو عيون الوسيعه ..لبلاد الغرب لو راح أطيعه.
المهم عبود يسمع العراقيين و العرب اللي حواليه يتكلمون بالسياسة فقرر مع نفسه أن يتكلم مثلهم بالسياسة و كأنه خبير فيها و طبعا فتاوي و تحليلات عبود لم تلق لها آذان صاغية غير آذان من يريد أن يضحك على جهل أحدهم .
و في يوم من الأيام سمع عبود عن مظاهرات في العراق ضد قانون تقاعد البرلمانيين و بعد أن أستفسر عن القضية أخذ يدلو بدوله فيها و يشرح خطورة أعطاء البرلمانيين العراقيين هذه التقاعدات الكبيرة و التي بدورها سوف تؤثرعلى متانة الأقتصاد العراقي . و أسترسل عبود ليشرح خطورة هذا القرار على النمو للأقتصاد العالمي و تبعات مثل هذا القرار غير المسئول على تضخم الدولار و الين . أحد الخبثاء الجالسين قرب عبود قرر أنه حان الوقت لأسكات عبود و التخلًص من تحليلاته و تعقيباته التي دوًخت رؤوس الجميع فصاح به " أخوية عبًود...أنت نايم و رجليك بالشمس ...أنت كاعد و تحجي على جماعة البرلمان العراقي اللي همة هسة بعيدين عنا بآلاف الكيلومترات...زين ليش أنت ما تعرف أن راتب ملكة بريطانيا اللي راح تحلف براسها بعد ما تأخذ الجنسية البريطانية  يبلغ ال 56 مليون دولار سنويا بالرغم من الركود الأقتصادي في بريطانيا و المعاناة التي تعيشها معظم الأسر البريطانية لتوفير أحتياجاتها بسبب هذا الركود . عبود فغر فاه و صاح " آآآآآنه خوك...و هي هذه الملكة شتسوي غير تاكل و تشرب و تحضر أحتفالات " فرد عليه الصديق الخبيث و قال له  " لا و بعد الأتعس أنه الملكة عندها شركة للأستثمارات العقارية حققت أرباحا بلغت ال 377مليون دولار خلال سنه 2012 " ...عبود قام من كرسيًه غاضبا و هو يصيح " و هاي فوك الراتب " ..فأسترسل هنا الصديق الخبيث الذي نؤكد لكم أنه ليس من سكنة مدينة الناصرية قائلا " و مو بس هاي عبود فأن عائلة الملكة تكلًف سنويا دافعي الضرائب البريطانيين حوالي 40 مليون جنيه أسترليني و حوالي 50 مليون أخرى لحمايتهم الشخصية من قبل الشرطة البريطانية و المساكين الأنكليز يدفعون و ما ملحكين "
هنا صاح عبود بعصبية " صكد ...جذب....لك هذا نهب علني " ...فرد عليه الصديق الخبيث " لعد شعبالك عبود...هاي نهيبة ما يعلم بيها ألا الله و المساكين الأنكليز ساكتين " ..فسأله عبود غاضبا " و ليش ساكتين " الصديق الخبيث رد عليه بخبث غير معهود " غشمه...و أنت تعرف الأنكليز شكد باردين...ينرادلهم واحد دمه حامي مثل دمًك حتى يلهب بيهم الحماس و يخليهم يطالبون بحقوقهم "  ...عبود صاح واقفا و هو يصرخ " و الله عبالنه طلعنا من العراق راح نخلص من الفساد الأداري و المالي و السياسي ...طلعت الملكة مالتهم هنا أضرب من جماعتنا...زين شنسوي هسًة "..أجابه الصديق الخبيث قائلا " لا عبًود...ما أسمحلك تقول أن هنا أضرب من هناك...هنا أكو حريًة رأي ...أكو حرية تعبير...أكو حرية في كل شيء....بس همًة الأكليز باردين و ينراد واحد اللي يحركهم ...مو مثلنا دمنا حار ..و بعدين هنا من يحتج الواحد يحترموه أكثر و أكثر لأنه ديطالب بحقوقه و حقوق غيره مو مثلنا كلما واحد يحجي عن الوضع يتهموه بأنه قاعدي داعشي بعثي تكفيري. " ...زين شنو الحل سأل عبًود و أردف قائلا "...هالكركمة الملكة مالتهم مبين عليها راح تعيش لمائة سنة أخرى و هذولة الأنكريز مساكين...لا عندهم نفط و لا يفتهمون بالخمط "
الصديق الخبيث قال له بخبث و لؤم " عبود... شوف عندي لك حل تضرب بيه عصفورين بحجر واحد...بما أننا هنا نتمتع بحرية التعبير عن الرأي فمعنى ذلك أنك تستطيع أن تقول رأيك بالملكة و بمنتهى الحرية...شنو رأيك تطلع مظاهرة تندد بالملكة و بمصاريفها الخيالية و لتختار وقت ذروة الأزدحام في الساعة الثامنة صباحا و لتختار أهم مكان في المدينة و هو مقر الحكومة في دواننغ ستريت و بما أنك لا تعرف التكلم بالأنكليزية بطلاقة فسنكتب لك لافتات مناسبة للحدث . وصدقني سيعجب الجميع و منهم الأنكليز بشجاعتك و حميتك ولن ينسى أحد منهم موقفك البطولي هذا لأنك دافعت عنهم و عن حقهم ومن جهه ثانية سيطالب الكل بمنحك الجنسية البريطانية في التو و اللحظة أعتزازا منهم بموقفك البطولي هذا "
عبود عجبته الشغلة و راح فكره لبعيد ...قال لنفسه أنه كلها كم لافته و صيحة و يصير بطل...و يمكن من يطيرون الملكة و تجي الملكة الجديدة راح تقلده وسام أو نوط و ربما ستزوجه أحدى أميرات القصر و تروح أيام حمدية الى غير رجعة . و ربما ستقلده الملكة منصب رفيع في مجلس اللوردات و الأعيان و عندها سيطالب عبود بأقرار قانون لتقاعد اللوردات يجعله يعيش في نغنوغة و بحبوحة بقية العمر "
و كلها و كم يوم و التلفزيون البريطاني بث مقاطع لمتظاهر واقف أمام القصر الملكي و لابس لافتة مكتوب عليها من الأمام " تسقط الملكة و معا لتحرير الأنكليز من ظلم و طغيان الملكة " و من الخلف مكتوب عليها " تبا لقاتلة الأميرة ديانا ولتلحق بماري أنطوانيت وعند عيناك يا حمدية " طبعا الجملة الأخيرة التي تخص حمدية أصرعبود على الخطاط أن يكتبها بدون أن يعرف أحد حتى عبود نفسه لماذا. لكن ما لم يبثه التلفزيون هي مقابله عبود مع الشرطة البريطانية بعد ألقاء القبض عليه بتهمة سب و قذف رمز التاج البريطاني في مكان عام . أحالت الشرطة البريطانية أوراق ملفه الى دائرة الهجرة كون عبًود مهاجر لم تنظر دائرة الهجرة بطلب اللجوء الخاص به .  أستنتجت دائرة الهجرة من وقائع حادثة سب الملكة أن عبود هو مفتعل للمشاكل بدون سبب و أن بقاؤه على الأراضي البريطانية غير مرحب به و قام  المترجم العراقي بترجمة أستنتاج دائرة الهجرة لعبود بجملة واحده هي " هم نزل و هم يدبج " و تم بعدها وضع عبود على أول طائرة مغادرة للأراضي البريطانية بأتجاه الشرق الأوسط "
الصديق الخبيث ربح رهانه مع بقية أصدقائه و هو عزومة على دجاج كنتاكي أن أستطاع أرجاع عبود من حيث أتى في عدًة أيام ...يا رخصك يا عبود على الجالية العراقية في بلد الغربة
و مرًت الأيام و حمدية تشعل الشموع كل يوم و لمدة شهر لنذر نذرته للعلوية أليزابيث على أعطائها مرادها و أرجاع عبود اليها فقد قالت حمدية للجميع قبل رجوع عبود بأسبوع أنها رأت في منامها أمراة متشحة بالبياض من رأسها لأصبع قدمها عرًفت نفسها على أنها العلوية الملكة أليزابيث ووعدتها بأنها سوف ترجع عبود أليها . أما عبود نفسه فقد قال للجميع أنه عاد طائعا لأنه لم يحب بلد أبو ناجي فالبرد هناك شديد و مطر 24 ساعة و بلوزات الصوف عندهم كلًش غالية . و أوصى عبود كل فتيان الحي أن يفتشوا له في الفيس بوك عن أسم صديق عراقي عزيز تعرًف عليه في بلاد الأنكليز يحب الكنتاكي جدا يريد أن يقول له كلمتين و بس...و عندما سألوه عن الأسم حتى يفتشوا له عنه أجابهم عبود و قلبه يعتصر ألما و قهر " أسمه كما قال لي هو عدنان أبن الحجية لينا الحفافة "
يا رخصك يا عبًود ياللي ضيعت المشيتين