كنت أستمتع بمشاهدة أفلام كارتون توم و جيري " و لا زلت " و تشدني المقالب و المشادات التي تحدث بين القط و الفأر الشقي . و لكني و منذ فتره تذكرت سلسله أفلام الكارتون هذه . قد يظن البعض أني بدأت أحن لأيام الطفوله بعد أن بلغت من الكبر عتيا " و هذا ظن صحيح " و لكنه ليس هذا هو السبب الذي جعلني أتذكر افلام كارتون توم و جيري . فحالنا اليوم ذكرني بفلم من سلسله تلك الأفلام و أنا هنا لا أقول أن كثرة البزازين في شوارعنا هو السبب في تذكري لذلك الفلم و لا كثرة الجريديه في المزابل المنتشره في معظم مناطق بغداد " أعرف أن جيري هو فأر و ليس جريدي بس كلهم أولاد عم مثل الطراطير أعضاء حكومتنا الموقرة و أسيادهم في طهران " ..لا و الله ليس كل هذا و ذاك بل ما ذكرني بذلك الفلم من سلسله الأفلام تلك هو فكرة ذلك الفلم . ففي ذلك الفلم و في يوم من الأيام تمكن توم من الأمساك بجيري و قام بنفيه خارج البيت و تخليص صاحبه البيت التي لم نر وجهها في أي فلم من تلك السلسله من الفأر المشاغب الذي أتى على كل الأكل في مطبخ و ثلاجه البيت . المهم و بعد أن طرد توم الفأر جيري من البيت هدأت الأمور في البيت و لم هناك فأر يشاغب صاحبة البيت. و نتيجه لهذه الأوضاع أخذ توم بالأسترخاء و أخذ يقضي أوقاته بأكل ما لذ و طاب له من الأكل و مشاهدة التلفاز و النوم للضحى. و في الأخير ضاقت صاحبة البيت به ذرعا و لم تر له أي فائدة من وجوده في البيت بعد أن خلا البيت من أي فئران تقض مضجعهم . فقامت صاحبه البيت و في يوم لم يكن أسودا بطرد القط توم شر طرده و من غير رجعة. و هنا لم يجد توم أحدا يقوم بأيواءه و يلفيه و أنتهى به الأمر بأستجداء الأكل من البيوت و أن يبيت الليالي البارده و المثلجه خارج البيت متسكعا و باحثا عن أي قبس من نار يستأنس بها في تلك الليالي العجاف. و أخيرا أحس توم بفداحه الخطأ الذي قام به و هو طرد جيري و للأبد و لذا فقد أخذ بالبحث عنه حتى وجده متسكعا مثله فشرح له توم خطته البسيطه و هو أن يقوم بأرجاع جيري الى البيت و أفزاع صاحبه البيت ذات الوجه الغامض حتى تستنجد صاحبه البيت و تستغيث من ذلك الفأر المشاغب و التي حالما صرخت بالنجده هرع توم الى داخل البيت و أمسك بالفأر و ضربه جلاق ليخرجه خارج البيت و ينتهي الأمر بتوم كبطل في عيون صاحبه البيت. هنا قامت صاحبه البيت بالتأسف للقط توم عن غلطتها بطرده و قامت بأستضافته ثانيه و تركه يأكل ما يشاء طالما أن يبقى حارسا للبيت و مبقيا الفأر جيري خارج البيت و أنتهى الفلم بمشهد القط توم و هو يشارك جيري الأكل خلف الستار بينماصاحبه البيت نايمة و رجليها بالشمس
.
مربط الحصان أحبائي و كما أدرك الكثير منكم هو أن حالنا يشبه حال صاحبه البيت التي تشتكي من داعش أو إيران لتأتي أمريكا و تلعب دور الحامي توم بينما نحن كصاحبه البيت التي كانت تأوي القط توم نايمين و رجلينا بالشمس. الفرق الوحيد بيننا و بين صاحبه البيت هو أن صاحبه البيت لم يكن وجهها مكشوفا طوال فتره بث سلسله تلك الأفلام بينما نحن فرحين بأن وجوهنا و كذلك أقفيتنا مكشوفه للرايح و الجاي...و الله يكفيكم شر الفيران