زغردت أم محمد بفرح و لم تتمالك نفسها من البكاء " أبني تخرج و صار دكتور " و زغردت كل أمهات الحي معها فالكل كان يحب محمد الخلوق المؤدب ..و الدكتور حاليا..طبعا خالة حسنة فرحت كلش هواية لأنه صار الدكتور يم بينهم و ماكو داعي تروح الى الباب الشرقي و تصرف وقت و فلوس و الدكتور محمد يمهم قريب و ببلاش
عين محمد في أحدى المستشفيات و منها بدأت رحلته كطبيب . . أحيانا يسرع الى المستشفى عندما يستدعونه للمساعده خارج اوقات دوامه و خاصه مع كثرة الانفجارات و الضحايا لكنه يعاني الأمرين في السيطرات. يحثهم بالاسراع لأنهاء التفتيش لانه طبيب و ينتظرونه في المستشفى بفارغ الصبر فيأتيه الجواب " يعني و إذا طبيب قابل فوك راسك ريشه حالك حال كل هالعالم و أذا ما يعجبك هسه نحجزك " و طبعا الكلام يوجه له من قبل زعطوط حتى بالكاد يعرف القرأة و الكتابة ...اللهم طولك يا روح على هالوضع المعضرط
و في المستشفى و ذات يوم جاء أقرباء أحد جرحى أنفجار للأطمئنان على حالته فخرج عليهم محمد ليبلغهم بأن ابنهم قد أستشهد و لم تنفع معه كل المحاولات لأنقاذه . سألوه عن الدكتور المعالج فأخبرهم بأنه هو من حاول علاج أبنهم...طبعا أنكلبت الدنيا على راس الدكتور محمد المسكين " أنت ما عرفت تعالجه...اليوم الا روحك مقابل روحه ..نريد فصل قابل عبالك روح أبننا رخيصة " و هكذا دخل الدكتور محمد في دوامة لم تنته الا بعد أن جمعت عشيرة محمد آلاف و ملايين مملينة لعشيرة الشهيد بفصل عشائري حضره اللي يسوه و اللي ما يسوه . و لم يفهم الدكتور ليش الجماعه عافوا الحمار و جلبوا بالبردعه
هنا بزعت روح الدكتور محمد من هالوضع بس أقنع نفسه أن بلده يحتاجه و أن أمه العجوز لا بد من رعايتها و البقاء جنبها ردا للجميل و برا بالوالده خاصه أن الوالد قد رحل عن هذه الدنيا عندما كان محمد طفلا و لا أحد يؤنس أم محمد غير أبنها الوحيد و كذلك عجائز الحي اللاتي وجدن في الدكتور القريب من بيوتهن الملاذ في كل مرض حتى البسيطة منها " هذاك اليوم عطس أبو عدنان و طار طخم الأسنان و بسرعه خالتي أم عدنان طيران على الدكتور محمد لتسأله ليش العطسة هالمرًة قويه بحيث طار من قوتها طقم الأسنان و هل هذه من أعراض مرض أفلاونزا البط " ...اللهم طولك يا روح
و في يوم ما حلت سيطرة لأحدى الميليشيات محل سيطرة الشرطه لسبب لم يعلمه محمد و كالعادة حثهم الدكتور محمد على الأستعجال ﻷنه يريد الوصول الى المستشفى بسرعة...هنا نظر أعضاء السيطرة الوهميه اليه بأحترام و سألوه " عفوا بس هل فعلا حضرتك دكتور " و عندما أجابهم بنعم قاده بعض أفراد تلك الميليشيات الى سياراتهم بكل أحترام و أخذوه بعيدا حيث المجهول
و بعد أسابيع من المفاوضات بين الخاطفين و عشيرة محمد قبل سجانوه بأطلاق سراحه مقابل 100 دفتر أخضر كلفت أم محمد بيتهم و مزرعتهم في ديالى . قال لهم أعضاء الميليشيات أنهم عادة ما يقتلون الأطباء لكن رأفه بحال أمه و أستجابه لنداء المفتي شيخ العصابه الذي كان يدعوا من الله أن يفك أسر الدكتور و أن يرجعه لأمه سالما بعد دفع ال 100 دفتر طبعا !!!!!...شيخ مستجاب الدعوة و الله أعلم
أنعل أبو هالعيشه لا أبو اللي يريدها..قالها الدكتور محمد و هو يلم جوالاته و يهج من البلد بعد أن باست أمه يديه و رجليه حتى يترك البلد ﻷنها لم تعد تأمن عليه فيها ..سكنت أمه العجوز في بيت أخيها و غادر محمد البلد بليله سودة
بعد فترة طويلة أستيقض الجيران من قيلولة الظهر على زغاريد أم الدكتور محمد و هي ترفع وجهها للسماء بالشكر " الف حمد و شكر لك يا رب على نعمتك و فضلك ...اللهم الف حمد و شكر لك " سأل الجيران أم الدكتور عن سبب فرحتها فأجابتها و دموع الفرح تغطي وجنتيها أن أبنها وصل الى بلتد بعيدة جدا أسمها أستراليا بعد أن أستطاع أن يصل هناك عن طريق التهريب و يقول أنه بخير و أنه أشترى سيارة بالنقود المتبقية معه و هو يعمل الآن سائق تاكسي و يكسب قوت يومه بعرق جبينه " ...تعجب الناس و قالوا لها...خاله أم محمد هاي أستراليا كلش بعيدة و بعدين الدكتور محمد طبيب و شغله التاكسي هاي مو من ثوبه
ميخالف وليداتي...أبعد ما يكون أحسن حتى يخلص من كل شئ..و ميخالف سايق تاكسي بس عايش أحسن من دكتور و مهدد يوميا بالقتل
و هكذا عاش الدكتور سائق التاكسي محمد بعيدا و وحيدا مثلما عاشت أمه وحيدة و ماتت و هي فرحانه و متونسه بسلامه أبنها في بلاد الغربة . و هكذا كان الدكتور محمد يسد مسلتزمات معيشته من عمله الجديد و يشكر الله على ما رزقه في الوقت الذي كان فيه أعضاء البرلمان و الذين في معظمهم لا يملكون أي شهادات و مؤهلات يتقاضون رواتب مجزيه تصل الى 3 دفاتر خضر شهريا عدا مخصصات الحماية و السفر و الجوازات الدبلوماسية و غيرها بالرغم أنهم لم يقدموا للبلد معشار ما كان الدكتور محمد " عندما كان دكتورا في العراق "يقدمه للمجتمع و البلد
و هكذا قضى الدكتور سايق التكسي بقية حياته في البلاد البعيدة و هو يتغنى برائعه السياب "غريب على الخليج " كل يوم و قلبه يصرخ و يقول...عراق عراق عراق
هذا هو زمن العضاريط المخربط
حكمة من أخوكم لبيب " عندما تكون مريضا فأنك تحتاج الى ذي علم فقيه بما يعلم و ليس الى سياسي يتكلم بما لا يفقه" و هسه العراق بلدنا مريض..زين شنو الحل ؟
أودعناكم
و هكذا قضى الدكتور سايق التكسي بقية حياته في البلاد البعيدة و هو يتغنى برائعه السياب "غريب على الخليج " كل يوم و قلبه يصرخ و يقول...عراق عراق عراق
هذا هو زمن العضاريط المخربط
حكمة من أخوكم لبيب " عندما تكون مريضا فأنك تحتاج الى ذي علم فقيه بما يعلم و ليس الى سياسي يتكلم بما لا يفقه" و هسه العراق بلدنا مريض..زين شنو الحل ؟
أودعناكم
الكاريكاتير مقتبس
No comments:
Post a Comment
اهلا بكل اصدقاء العراقي