2012-03-26

ليش كلنا نحب القمًة

أهدي المقال الى الأخ أحمد الأعظمي من كروب الفيس بوك " عراقي أنا " ..و اللوحة أدناه هي من أبداعاته




لا أدري لماذا تذكرت القمًة عندما سمعت هذه الأغنية التي وضعتها في أسفل المقال...ربما لأن كل من سيشارك في القمًة سيغنًي لليلاه ما طاب له من بطولات...من الدخول لوادي الأسود و ليس أنتهاءا بالمجئ برأس عنترة ..و لأننا قوم لا نبني أمجادنا على مبدأ " ليس الفتى من قال كان أبي " فأننا و يوميا نتغنى ما طاب لنا من بطولات تم تعبئتها في أدمغتنا...و يبدو أننا جبلنا على هذا...و لا أدري لماذا...فربما يجب علينا أن نضع اللوم كلًه على التلفزيون العراقي الذي كان يعرض لنا مرارا و تكرار أفلام كريندايزر و نحن نصدقها و نصر على مشاهدتها لمرًات و مرًات...و لا ننسى مغامرات السندباد التي دأبنا على مشاهدتها كل عطلة صيفية من غير أن يدب بنا الملل...و أكرر العتب على التلفزيون العراقي الذي حرص على أشباع رغباتنا الجامحة في مشاهدة مسلسل " حافات المياه " و متابعة حلقاته الخرافية الى آخر حلقة لنشاهد الشرير كاشيو " ما أدري أذا يصير كرايب الساعة كاسيو " و هو يقضي نحبه على يد البطل لنغ جونغ سنك أبو الحوضين. و هكذا لم نعرف في طفولتنا و شبابنا غير خزعبلات القوى الخارقة التي تنتصر في كل مرًة على قوى الشر حتى و أن كانت هذه الأنتصارات تأتي على يد فتى زعطوط يقال له سندباد
و لا أدري ماذا حققنا من القمم السابقة التي ما فتأنا أن نستقصي أخبارها كلما أنعقدت و كأنها ستأتي لنا بحل سحري لكل مشاكلنا...و المصيبة أن كل من يشارك في القمًة ليس لديه أي موهبة سوى أنه يتربع على قمًة هرم السلطة " أو لربما هي ناطحة سحاب السلطة لكثرة من هو في داخلها " ...أما عن مجتمعاتنا فهي أبعد ما تكون عن أي قمًة الا من بعض الطيبين الذين أصبحوا يتناقصون يوما بعد يوم ...فلم نر منها مجتمع في قمة الأخلاق...أو قمًة التواضع...أو قمًة في النبل ...أو قمة في أنجازاته الرياضية..أو قمًة في أنجازاته العلمية...أو قمًة في طريقة أستثماره لموارد أرضه...أو قمة في أكتشافاته الطبيًة...او قمًة في علوم الفضاء أو البحار...أو قمًة حتى في لعبة " الجعاب" .. لم نر فيها " حاشا الطيبين و بيض اليد " غير قمم من النفايات تملا شوارعنا...قمًة في أصول الطعن في الظهر...قمًة في التخلًف...قمة في أكل قشور حضارة الغير...قمًة في الكذب...قمًة في الدجل...قمًة في الأحتيال...قمة في النفاق...قمًة في السكوت عن الحق...قمًة في الرضى عن الظلم .....قمًة في التزلف للمسؤول الذي من المفترض أن يكون خادما للشعب . أعود فأقول أن كل كلامي هذا لا يستند الى نظرية خالتي نشمية الخبًازه التي تقول " قل يا أبني كان أبي..و شيل سبحة و صلًي على النبي " بل أنا أنظر الى ما آل اليه حالنا بصدق و أستذكر في كل هذا حديث الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم الذي قال لنا أننا و في آخر الزمان سنكون كغثاء السيل فتتكالب علينا الأمم...و من أصدق من الصادق محمد " ص " ...الآن سيطلع عليً أحدهم ليذكرني بجر صلوات و الدعاء بتعجيل فرج الأمام ...و أتمنى من كل  من المشاركين في القمًة " هذا أذا تسنى لهم الوقت بقراءة مدونة متواضعة كمدونتي "  أو من المشاهدين لها من على شاشات التلفاز أن لا يزعل من صراحتي...فحتى نشخص العلًة و نصف الدواء يجب علينا أن نعلن عن المرض الذي أصبنا به و بكل وضوح...ما يصير أذا كنا مصابين بالشلل و نكول على نفسنا ما بينا غير الأنفلاونزا...المسكين جارنا أبو ليلى ظلوا يكولوله ما بيك غير غدًة دهنية الى أن مات الرجل بسبب سرطان الغدد المفاوية...و عندما عاتبت أهله لماذا لم يعالجوه بأدوية السرطان أو العلاج الكيمياوي كلهم صاحوا بي " شتريد...تموت الرجًال من الخوف قبل وقته ؟؟؟!!!" ...وقتها لم أدري أن كانت العلًة بي أم بهم ...لكني هنا و في موضوع القمًة أعرف بالضبط ماهي العلًة...العلًة بنا نحن...العلة أننا أدمنًا القصص الخرافية و الشعارات القومية و البطولات العنترية و كأن من يحتل فلسطين سيموت خوفا من بلد أستورد طائرات أمريكية لا تمتلك ربع ميزاتها التكنولوجية التي يمتلكها من صدًرها لهم بحجًة أن قسم منها هو تكنولوجيا محظورة..يعني يبيعون لنا سكين عميًة و يكولون نخاف عليكم لا تنجرحون...هاي مو قمًة في المهزلة...و أخوة يصدرون لنا ثورات و قوًات خاصة بحجة شد أزر الشعب ضد الظالم و هم جزء من هؤلاء الظالمين...هاي مو قمًة في السخرية...و دول تصدر لنا الأرهاب بحجة نصرة المذهب و نحن نستقتل في الدفاع عنهم...هاي مو قمًة في القشمرة...و دول تقصف قرانا و أخرى تجفف أنهارنا و نحن نبجل منتجاتها و نبذل العطاء لشركاتها...هاي مو قمًة في الذل....شفتوا بالأخير هم طلع عندنا قمم بس من نوع آخر
و في الأخير نصيحة لوجه الله أقولها لكل من يرجوا من القمًة خيرا أو عنبا أو بلحا...لا نريد المزيد من أمثال أبراهيم عرب..فقد كان أبراهيم رحمه الله متنفسا للعراقيين لكنه لم يكلفهم شيئا غير قيمة أستكان الشاي...أما أشباه أبراهيم فسيكلفوننا الكثير " يقال أن الرقم وصل الى 470 مليون دولار أخضر غير مزوًر " فوق كل الذي كلفونا لحد الآن ...و كل الثمن سيدفعه المواطن العراقي اليوم...و العربي غدا...و أجيالنا من بعدنا في المستقبل " أن كان لنا مستقبل " .... و كل قمًة و أعدائنا بخير


No comments:

Post a Comment

اهلا بكل اصدقاء العراقي