فجأة و بدون مقدمات قطع بث التلفزيون الرسمي ليعلن عن بشرى سارًة للمواطنين الكرام و مكرمة من مكرمات أعضاء حكومة الفرهود بأقامة مهرجان " الحفرة " و أن جميع أبناء الشعب مدعوين لحضور هذا المهرجان الشعبي الفريد من نوعة من دون أعطاء المزيد من التوضيحات عن ماهية هذا المهرجان لكنه وعد جميع فئات الشعب المكومر و المتأقلم بأنه لن يندم أذا ما قرر الحضور . طبعا جارتنا نشمية الخبازة هللت فرحا بهذه الدعوة و وعدت بجلب جدر دولمة و جدرين شيخ محشش " أبن عم الشيخ محشي " بما يكفي جميع أفراد الطرف...بينما وعد جارنا أبا عدنان بأنه سيلقي قصيدة تاريخية بهذه المناسبة العظيمة سيستعرض فيها كل تاريخ العالم و ليثبت للجميع أن ما يحصل في البلد من ديمقراطية هي من النوع الفريد اللي ما صاير بكل تاريخ العالم أما المللة توماس فقد أفتى بوجوب تلبية هذه الدعوة لأنها واجب شرعي على كل مواطن مفدرل أيده بذلك كاكا فرهاد الذي صرًح أنه متشوق لهذا المهرجان لأنه و منذ صغره كان يحلم بعمل حفرة من أي نوع لكن صخور الجبل كانت تمنعه من تحقيق هذا الحلم . أما جماعة السيد عجاجة " قدس الله سر رائحة رجليه " فقد أعلنوا أن السبيل الوحيد للحرية و الكرمة الوردية هي في حضور هذا المهرجان و نصحوا بأرتداء الأزياء المخصصة لهذه المناسبات و التي قام بتصميمها السيد عجاجة نفسه
و في اليوم الموعود تقاطرت الجموع أمما أمما بعد أن طمأنتهم الحكومة الرشيدة بأن هذا يوم المهرجان لن يشهد أي مفخخة أو طكاكة لأن السيد هادي العامري في أجازة و جماعة كاكا عربنجي و ماما جلال ملتهين باللغف . و بعد أن أجتاز الجميع جهاز تمييز الجواريب النظيفة من الجواريب القديمة و التي أستوردته الحكومه خصيصا لهذا المهرجان بعد أن أقنعت مخترع الجهاز ببيعه للدوله بنسبة خصم مغرية بلغت الملايين قبضها المخترع العفريت و لاذ بالفرار " طبعا المللة توماس ضل يدعي على هذا المخترع الى أن خربت سيارة المللة " و بعد أن وصلت الجماهير الى الساحة المخصصة للأحتفال طلب أحد أعضاء الحكومة و بالنيابة عن الحكومة المجاهدة بالوقوف ساعة و عشر دقائق حدادا على أرواح شهداء معركة الحمًص الذي خاض هؤلاء الشهداء غمارها ضد الطاغية عنجور الكركيدي . ثم بعد ذلك صعد رئيس الحكومة الى المنصة و بدأ بتحية الحاضرين و طلب منهم جر صلوات لمدة نصف ساعة على سيدنا محمد و آل محمد. طبعا المسكين أبن حمدية الدلالة ضاج و طكت روحه من هذه المراسيم و أخذ يجر عباءة أمه لأنه يريد الذهاب الى الحمام . أقترب منه أحد الحراس الشخصيين التابعين لخدم الشعب و نهره على صراخه هذا. الطفل المسكين خاف و سكت و لم يقل لأمه أنه عملها في ملابسه من شدة خوفه الى أن نبهها الى ذلك البطل أبو عدنان .
أخذ رئيس الحكومة بتذكير الحاضرين ببطولاتهم و صولاتهم أيام النضال السلبي و البرتقالي ضد الطاغية . أستغرب هذا الكلام جارنا أبو عدنان الذي أكد أنه و من خلال قرائته لتاريخ العالم كله لم يسمع بأسم رئيس الحكومة هذا و لا أسم اي واحد من أفراد الحكومة المكومرة من قبل هذا و لم يقرأ اي معلومة تؤكد نضال الجماعة المجيد. المسكين أبو عدنان لم يكد ينتهي من همسه لعبارته الأخيرة في أذن رسمية الحفافة عندما شعر بيد ثقيلة جدا تنهال على قفاه مع سيل من الشتائم تتهمه بالأرهاب و التكفير و تبني أفكار حزب البعث.
أكمل الرئيس خطابه الطويل بينما الشعب المجتمع يتملل . فالجو حار و لا كهرباء أو مكيفات أو حتى شربة ماء بارد متوفرة لأاي واحد منهم . طبعا " أبو علوان " فرح بذلك جدا فقد قفزت مبيعاته من قوالب الثلج الى مستويات قياسية تضاهي مستويات تدني الخدمات في البلد السعيد . الرئيس تجاهل تململ الشعب لأن المنصة كانت مجهزًة بالكهرباء و مكيفة و أستمر بخطابه قائلا " أخواني أبناء الشعب العظيم الذي دحر الغزاة و حقق المستحيل " هنا سمع الجميع صوت ضحكة من بعيد تحولت الى صراخ مكتوم في خلال ثوان معدودة " أردف الرئيس مكملا خطابه – تعلمون جميعا يا أعزائي من أبناء هذا الشعب أن أيام الطاغية قد ولًت الى غير رجعة ...و حتى نشعر بأيام الخير التي نعيشها يجب علينا أستذكار ظلم الماضي حتى نستطيع المقارنة بين حال الأمس و وواقع اليوم السعيد...و كلكم تتذكرون كيف أن جميع أبناء العراق كان تحت حكم لا يرحم ...حيث خدم جميع أبنائنا في العسكرية و كان يقال لهم أحفروا و أحفروا عميقا طوال اليوم...و في نهاية اليوم و بعد أن يكون الجميع قد أستهلك قواه في الحفر يقال لهم أردموا...نعم...هكذا كنا نعاني جميعا " هنا أنطلقت صرخة من بعيد ليقول أحدهم " انت وين جنت من أحنا كنا نعاني...أشو كلكم كنتوا بالخارج متونسين و تقبضون مساعدات من كل الدول " ..أجابه الرئيس قائلا " أبني أحنا كنا بالخارج نقارع الظلم و نحشد الحشود لتحريركم...و الأعلام بالداخل كان يتكتم على هذه الأخبار و يطمس الحقائق...افتهمت أبني " ...طبعا لم يسمع جواب حيث لم يعرف أحد أين أختفى الصارخ المسكين بينما أفتى المللة عجاجة بحرمة تكذيب رئيس الحكومة"
هنا أكمل رئيس الحكومة قائلا " و أخيرا أبنائي...و لاستذكار ظلم الماضي قررنا أن نجمعكم و نعطي كل واحد منكم " كرك " مستورد درجة أولى كلف ميزانية الدولة المليارات لكن لا شئ يغلى على المواطن الكريم و قررنا أن يشارك الجميع في حفر حفرة كبيرة نستذكر من خلال معاناة الحفر ظلم العهد البائد و لا تخافوا فلن نقول لكم أردموها ...لأننا أخترنا هذا المكان بعد فحوص جيولوجية معمًقة أكدت أنكم ستصلون الى بئر نفطي كبير من خلال الحفر و سيتم توزيع عائدات هذا البئر على جميع المشاركين حتى تعرفوا أننا أحسن بكثير من أزلام العهد البائد "
قسم كبير قرر الحفر أما القسم الآخر الذي أمتنع عن الحفر لعدة اسباب صحيًة و سياسية فقد تم أقتيادهم مع جدر الدولمة العائد لنشمية الخبًازة الى جهه مجهولة "
جلس رئيس الحكومة و جميع أعضاء الشلة التابعة للبرلمان على كراسي وثيرة و هم يشاهدون المحتفلين بمهرجان الحفرة و هم يحفرون عميقا في الارض و العرق يتصبب منهم ...التفت نائب الرئيس الى الرئيس و سأله " حظرة جناب أبو ما ننطيهه ...أذا لكوا النفط صدك راح نوزع العائدات عليهم " ...فأجابه السيد الرئيس و هو يأخذ نفسا عميقا من سيكارته الكوبية الفاخرة " أحنا وعدناهم أننا سنكون مختلفين عن العهد البائد...ففي زمان العهد البائد كانوا يحفرون ثم يردمون الحفرة...أما نحن فسنردم الحفرة و هم في داخلها عندما يصلون عميقا في الأرض و لن يسلم منهم أحد " ...ضحك جميع أعضاء الحكومة الجالسين على الكراسي الوثيرة بينما المحتفلين يحفرون عميقا في الأرض و بلا توقف بمعاول ذوات نصول حادة ..نصول حادة جدا الى درجة أن بأستطاعتها قطع رقبة أي مسئول بضربة واحدة من يد مواطن كادح "
حال الناس في أغنى بلد في العالم