2011-04-22

فديتك نفسي يا عراق

من دفاتر مغترب

لا الصيف احلى و لا الشتاء.لا الارض ازهى و لا السماء. كل شئ مختلف عن وطني.لكني لا زلت هنا في الغربه...اعيش مرغما...و بائسا...رغم ابتسامتي التي ارسمها على وجهي كل يوم

كلما انتهي من بناء مشروع اضع ملاحظه في دفتري: كيف سيكون وطني أن كنت قد بنيت هذا المشروع فيه . . وجدت بعد فتره ان مشاريعي كان سيستفيد منها الكثير من اخوتي بالوطن...نظرت الى الوراء فوجدت عمر مشاريعي اكبر بقليل من عمر الاحتلال...و لكن العراق ما زال يقاسي و لم يبنى شئ...ليش

معظم المهندسين الاجانب الذين اشتغلوا في البلاد العربيه ياتوا و هم يتكلمون عن بطولاتهم في مجال البناء هناك. و ما هي الا اسابيع حتى يثبتوا للشركه انهم فاشلون اكثر من الفشل نفسه...اذا هل نلقي الذنب على من وظفهم هناك و اعطاهم رواتب خياليه ام نعتب على عقده الاجنبي الموجوده داخل اعراب الخليج. في كلتا الحالتين ادركت ان من يقوم بالعمل هم المهندسين العرب و من يقطف الثمره هم هؤلاء الفاشلين..اصحوا يا عرب

ابدى صديقي الاجنبي اعجابه من الايات القرأنيه المؤطره خلف مكتبي. قال لي انها تبدو و كانها لوحه فنيه جميله. فقلت له ان معانيها هي الاجمل و الاهم. و شرحت له معنى الايه. و منذ ذلك اليوم و هو يراها احلى. احسست اني اديت بعضا من واجبي...فهؤلاء الاجانب لا يعلمون...و لا نلومهم على ذلك...بل نلوم انفسنا

سالني جاري ان كان اطفالي يتكلمون العربيه بالاضافه الى لغه البلد..قلت له طبعا. سالني ان كانوا يفهمون كل لغات البلاد العربيه. قلت له لا لان اللهجات تختلف و هم لا يفهمون غير اللهجه العراقيه..استبد به العجب و قال اليست اللغه العربيه هي لغه واحده لماذا انتم مختلفين الى هذا الحد. ضرب جاري وترا في قلبي فقلت له..يا جاري...يا ليتها كانت تتوقف فقط عند اللهجات...فنحن مختلفين في كل شئ...تركته و هو في ذهول مما قلت


اللوحه مقتبسه من احد المواقع

كلما رايت طفل يضحك تذكرت اطفال العراق و هم يبكون من الجوع و الخوف و الحرمان و اليتم. لماذا...اليس لهم نفس الحق في الحياه ام ان جريرتهم انهم ولدوا في العراق...حكومه العراق...يا عار ما تصنعون

كنت اتنزه على الميناء فجاء صياد و معه سمك. تذكرت المسكوف فسالته مازحا ان كان يبيع السمك المسكوف. نظر الي مستغربا و سالني...انت وين عايش...اجبته باني اعيش هنا لكن روحي لا زالت تعيش هناك...حيث المسكوف

بعد ان اكملت زراعه شجره الزيتون في بيتي الجديد الذي اشتريته قلت لاطفالي: اسقوها حتى تثمر و يستفيد منها حتى احفادي. نظر الي اولادي و قالوا لي: و لكنك قلت ان هذا ليس وطننا و اننا راجعون يوما ما فكيف تظن ان احفادك سيعيشون هنا. هل هو اليأس ام النسيان. لم اعرف كيف اجيبهم فالدرس جاء منهم هذه المره

كنت استمع لاغنيه بغداد لعادل عكله في سيارتي و معي صديقي الاجنبي فاخذ صديقي بالتمايل و الرقص و قال لي بانها اغنيه جميله فلحنها جميل . قلت له اننا العراقيون عندما نسمعها نحزن و احيانا نبكي..لم يصدقني الرجل...و لم المه على ذلك


فديتكما نفسي يا بغداد و يا عراق.....فمن لي غيركما ان أشتاقت روحي وطنا


2 comments:

  1. حزننا اسميناه وطناً
    وجعنا ممتد من العراق حيث نكون..
    لايهم لبيبوف..
    لنعيش الألم. والاشتياق لأرض ذبحنا بعدها وقربها..
    المهم.. ان يعيش من بعدنا اولادنا تحت زيتونة ونخلة..
    لاجلهم لاغيرهم.. لأجل مساء بغدادي.. في حديقة بيت. وارجوحة صغيرة، تتسع للجميع.. وورد قداح تلتقطه يد الصغار.. سنعيش هذا الوجع بصمت..
    ليبتسموا هم.. وليكملوا رحلة حياتهم في العراق الجميل..

    ReplyDelete
  2. عاشت ايدك على هذه الكلمات الصادقه و المؤثره...في انتظار صباح اسمه العراق

    اخوك لبيب

    ReplyDelete

اهلا بكل اصدقاء العراقي