و حكايه ديك

و مادامنا في حكايات البيض فلنقص عليكم حكايه ديك

الكونتيسا دجاجيانا كانت تعتبر من انبل الدجاج المنحدر من اصول نبيله . فعمها الكونت ديكوف كان حاكم مقاطعه كبيره ورثها عن طريق جده سعال الديكي. اما ابوها الدوق ديك- ونت كريستو فكان وزيرا وولي عهد الملك منذ ايام فقدان البطيخ من السوق . اما امها فكانت تنتمي لعائله " ناحت بقربي دجاجه " و التي كانت تمتلك اغلب اراضي مدينه " اه ديكي " . ترعرعت هذه الدجاجه على الغالي و النفيس من الزبيب و حب البطيخ و درست في ارقى معالف الدوله بعد ان قضت جل ايام طفولتها في مفاقس الدوله الملكيه

كبرت هذه الدجاجه و اخضرً عودها و ابيض ريشها و زاد حسد الحاسدين لها لما تمتلكه هذه المكروده من كامل الاوصاف و كثير الحبوب و وافر الاموال التي جعلتها بحق اميره يحلم بها كل ديك رشيد ممن يتمنى ان لا يقف في طابور الغاز أو النفط او يأكل من علف الحصه أو يسافر بالجواز ابو الطمغه الجديد ليتهجول في مزارع الله الواسعه. و لكن مهلا.... ليست الديوك وحدها من كان يحسد الاميره بل جذبت هذه الكونتيسا الفاتنه انتباه الساحره الشريره " مهلوسه الريش الجلبيه " و التي استشاطت غيظا مما تمتلكه الكونتيسه " و التي اصبحت اميره بعد تولي ابوها عرش المديكه" من جمال و مال و فتنه. فالقت بلعنتها عليها في عيد ميلادها و تمنت لها ان تنام المسكينه طوال عمرها عندما تتفرج على اول نشره اخبار على قناه " الغربيه دح الدح".... أدري راح تكولون سامعين هاي القصه من قبل بس عفيه أصبروا شويه

جن جنون الاب الغير عادل عند وصول هذه الانباء الى مسامعه و رمى بكل تلفزيونات القصر وتلفزيونات المملكه الى النهر و قطع الكهرباء عن بيوت المملكه و وجه اجهزه التشويش الى كل الفضائيات و اصدر امرا منع فيه كل الدشات...احتج اهالي المملكه على قطع الكهرباء عن بيوتهم و معالفهم و مفاقسهم و تسائلوا عن السبب. اجابهم الملك بأن عمليه تخريب كبرى تمت من قبل بعض المخربين المندسين مما أدى الى توقف كامل الدباغ لانتاجيه هذه المحطات. ووعدهم بان يستأنف انتاج هذه المحطات حالما يبيض ديك الدوله الرشيد " علي شيش..تاني" طول الله ريش ذيله 

و لكن و بالرغم من كل هذه الاجراءات فان الملك قد فاته ان احد العاملين بالقصر هو قجغجي اكشر يشتغل بالتهريب و القجغ و هو الديكزاني و ابن عمه طالديكي . تمكن هؤلاء القجغجيه ان يهربا تلفزيون و ريسيفر متطور الى داخل القصر و بتشجيع من " مهلوسه الريش الجلبيه " لتشاهد الاميره نشره الاخبار و ليقع المحظور و تصاب الاميره باللعنه الابديه....و هكذا نامت الاميره دجاجينا نومه لا استيقاض بعدها. حزن كل من في المملكه و اغلقت مطاعم " ناندوز للدجاج المشوي" جميعها حزنا على الدجاجه النائمه

تأثر ساحر المملكه الطيب بما جرى للاميره دجاجينا فقرر ان يقلع عن لعب الدومنه و شرب الشيشه و ان يحظر لها وصفه تعيد لاميره المملكه الحياه...و بعد اشهر من التجارب و تحضير خلطات سحريه فقد الساحر الطيب كل ريشه و نظره و احدى رجليه دون ان يتمكن من الظفر بوصفه تعيد للاميره حياتها

الكل صار ينتظر الفرج خاصه و ان الكهرباء لم تعود الى المملكه و ديك الدوله الرشيد " علي شيش..تاني" لحد الان بيًض ريش كل من في المملكه و ما باض

لم يعرف احد حلا سحريا لهذه المشكله. و حاول كل علماء المملكه الهروب الى الخارج بعد حمله الاغتيالات الرهيبه التي تعرضوا لها على يد اتباع " بطريق ابو لحيه" الخادم الامين للساحره الشريره . كما قرر معظم اطباء المملكه ان ينفذوا بريشهم الى مملكه " غراب البين " بحثا عن حياه افضل و عن بعض الشئ من الكهرباء

هنا قرر احد الديوك الشباب ان يقف بوجه الساحره الشريره و بعد ان قرأت له جدته قصه الاميره النائمه ادرك ان قبله خالصه من منقاره على خد الاميره هو ما سيجعلها تفيق و تستيقظ و تعيد الحياه الطبيعيه للمملكه. جل ما كان يريده هو كم ساعه كهرباء في ظهيره الصيف اللاهب و لذا فهو كان مستعد لتحمل كل المخاطر و الوصول الى الاميره و طبع قبله الحياه على خدها المريش لينهي هذا الوضع المزري

حاولت ام الديك نهيه عن مسعاه و حذرته من ان رحلته هذه محفوفه بالمخاطر و انه قد لا يصل الى هدفه المنشود خاصه و ان باصات المملكه غالبا ما تتاخر عن مواعيدها هذا اذا كان عندها مواعيد اصلا

لم يبال الديك الشجاع بأي مخاطر قد تعرقل مسيره رحلته و قرر المضي قدما في مغامراته وصولا الى قصر الاميره و ما ان وصل الى رأس الشارع حتى طكت عليه مفخخه جعلته ينام في المستشفى لعده شهور. أستيقض بعدها و هو غير واعي لما حصل له فرأى ان معظم ريشه قد انهلس و ان جزء من منقاره و ذيل ريشه قد اختفى من اثر الانفجار. هونت عليه امه مما هو فيه و حمدت الله انه لم يصبح ديكا مشويا بالكامل يتذكره الناس كلما ذهبوا الى مطعم خان دجاج

لم يزده ما مر به الا اصرارا على المضي بعزم لانقاذ الاميره و المملكه مما هم فيه. و بعد خروجه من المستشفى و مكوثه في البيت عاجزا عن القيام بأي شئ لمده اربع سنين قرر المعاوده و بحزم لاسئناف رحلته. هذه المره لم تثنيه امه عن عزمه بل بالعكس حاولت تشجيعه و الشد من عزيمته فاسمعته كل الاناشيد الوطنيه ابتداءا من اغنيه " روح يطبك مرض " الى نشيد "اذا طلعت من البيت فانت لا ابني و لا أعرفك "..الى آخر مثل هذه الاغاني الحماسيه 

تسلح ديكنا ببعض الزاد و الدولارات و الكثير من العزيمه التي لم توصله غير بضعه كيلومترات قبل ان يخطف من قبل عصابه " ابو الريش " . ظلت عصابه تبيعه الى أخرى حتى استطاع خاله " كوكو ريكو " ان يجمع له مال الفديه و يحرره من العصابه بعد ان يأس من الشرطه الغير قادره على فعل اي شئ. و بعد ان سلم عمه نقود الفديه الى الشرطه مالكه عصابه " ريش الزويه خير من ريش الغربه" استلم ابن اخيه ديكنا صاحب القصه و قد انهلس ما تبقى له من ريش

كل ذلك لم يثن من عزيمه ديكنا الهمام هذا فقرر هذه المره ان يبات في بيت خاله و يخرج من الصباح الباكر باتجاه قصر الاميره عسى ان يصل الى هدفه المنشود . و فعلا هذه المره تمكن من قطع عده كيلومترات تجاوزت العشره منها. حمد الله و اثنى عليه انه استطاع ان يحقق تقدما لا بأس به. استمر في المشي الى ان وصل بعض الحواجز الكونكريتيه. و بما انه ديك لا يستطيع الطيران فقد عجز عن اختراق هذه الحواجز. و عند كل حاجز هناك من يسأله " هل انت من ديكه الريش الاسود أو ديكه الريش الابيض " لم يعرف الاجابه لانه لا يعرف الفرق بين هذا و ذاك. فقد ظن ان كل ديوك المملكه تملك ريشا موحدا واحدا. و هكذا بين حاجز و اخر و لكثره الحواجز و الاسئله الطائفيه التي لا معنى لها سأم ديكنا من لعبه طفر الموانع هذه و عاد الى البيت

فكر ديكنا هذا بالنحس الذي يلازمه. فمن انعدام الكهرباء الى مفخخه الى عصابه خطف الى حواجز كونكريتيه ..ما هذا يا ربي سأل ديكنا نفسه...هل يعقل ان اكون على هذه الدرجه من النحس. شال ديكنا نفسه و راح لديك القريه الرشيد حتى يسأله عن رايه فيما يحدث له . اجابه علي شيش.. تاني ان لا عيب في الدوله أو في الوضع ككل و لكن يبدو ان الله قد صب عليه المصائب ليختبره و اوصاه بكثره أكل الخيار و وافر الدعاء حتى تستيقظ الاميره عجل الله فرجها

رجع ديكنا الى البيت و هو يفكر في المسأله...أدرك ان لا أمل له بالنجاح من دون ان يغير الوضع و يزيل الحواجز الكونكريتيه. طلع يهوس مع اول هوسه لبعض الديوك التي سأمت الوضع مثله. و ما هي الا دقائق حتى انهالت عليهم العصي والهراوات و القنابل الفراغيه و تم أخذه الى جهه مجهوله

اما اميرتنا النائمه فقد اتى تاجر الممالك " بوشيكو " باميره تشبهها بالاسم و لا تشبهها في الشكل و بالتعاون مع مهلوسه الريش الجلبيه و بالبطريق ابو لحيه و القجغجيان الديكزاني و ابن عمه طالديكي و الكثير من ديكه غريبه و عجيبه كالديك الحكيم و الديك المطي و الديك العامري و غيرهم بات للاميره وجود في المملكه بعد ان اوهموا الكل انها هي الاميره المنشوده

أما صاحبنا الديك فقد حاولت عده منظمات انسانيه مثل منظمه " كنتاكي- كي . اف . سي"  معرفه مصيره مع بقيه الديوك و اطلاق سراحهم دون حظ يذكر

وهكذا أعزائي المشاهدين خالفت الاقدار ديكنا ... فبدل من ان يجعل الاميره تستيقظ فانه نفسه نام في غياهب الجب و نامت على قضيته طابوكه من الحجم الكبير...و هذا اللي يسموه الوضع المخربط اللي ينرادله ان يتعدل حتى لو بالنعل.... وكل نومه و انتم بخير

قصه بمناسبه مرور تسعه سنين على اقلاعي عن شرب المزبن و البيبسي و لعب الدومنه