كان يوما جميلا و صباح صاف حين وقف الطائران يتأملان
الجميع من أعلي السطوح. نظر الطائران الى بعضهما البعض ثم الى الأسفل و قال الطائر الأول للآخر
الطائر الأول : تدري...أحلى شيء من تنظر الى الناس من الأعلى
الطائر الثاني : و الله صحيح...تشوفهم و يشوفوك بس ما
بيهم واحد بأستطاعته أن يطالك
الطائر الأول : باوع هناك...هذاك أبو صفاء... تتذكرمن كان
رفيق حزبي..هسه ما شاء الله صاير ملله و يصيحوله سيدنا...كم مرًه راد يصيدني بس و
لا مرًة كدر...حتى مرًة ضركت عليه و آني طاير و ما كدريسوي شيء غير بس يسب و يشتم
الطائر الثاني ضاحكا : صدك غبي...عباله أحنا مثل بقية
القشامر اللي مصدكين بيه و ماشين وراه
الطائر الأول: و شوف ذاك العتوي مال بيت أبو
عدنان...خطيه عمره كلًه يتخفى و يختل و يتعب نفسه حتى يصيدنا و عمره ما كدر...يعني
حتى مرًة بالشتاء كان جوه البيت دفيان و من شافنه طلع يركض ورانه و تنكع بالمطر و
زلك كم مرًه و تمرغل بالطين...ليش يجوز ...أبدا...مثل خالد العطية...شبعوا الناس ضحك عليه و على بواسيره و هم تاليها رشًح نفسه بالأنتخابات
الطائر الثاني مقهقها : هذا هم أغبى من الرفيق أبو صفاء...دشوف
هذا اللي هناك ...أبن أم حسين ..دا تشوفه
الطائر الأول : أي دا أشوفه
الطائر الثاني: خطيه أبوه أستشهد بعبوة ناسفه...أمه
عندها 4 أطفال و حايرة بمصاريفهم و تربيتهم...هم مرًة طلًع مصيادته و راد يصيدني
بس ما كدر...أمه شافته و صاحت بيه " وليدي دعوفه هالمسكين...ما مكفينا الناس
اللي دتموت هالمرة أنت تريد تكملها و تموت الطيور" ...خطية أبنها رد عليها و
قال " يوم مو عبالي أصيده و ناكل شويه لحم عالغدا...صار زمان ما ضايكينه
"
الطائر الأول : هههههه...و لك هو هم أنت لحمك ينًكل
الطائر الثاني مقهقها مع الطائر الأول : هو أمه هم قالت
له نفس الشئ ...صاحت عليه بأعلى صوتها " أبني هذا النوع من الطيور مثل جماعه
حكومتنا....تشوفهم تكول بلكت بيهم خير ...بس بعدين يطلع ما بيهم واحد براسه خير
"
الطائر الأول : بس تدري شكد كانت أكو ناس كحف و تركض
ورانا بالمصيادات و اليوم و بقدرة قادر صار عندها فلوس بكد ريش راسهم
الطائر الثاني : و لك مسودن الناس ما عندها ريش...عندهم
شعر...بعدين أنت شكو حاسدهم...دخليهم يصير عندهم فلوس حتى يبطلون يركضون ورانا
الطائر الأول : أي بس الناس اللي راحت سحك بالرجلين هم
دا يزيدون كلما زادوا الناس اللي تجيهم فلوس من حيث لا تعلم
الطائر الثاني : يمعود لا تدير بال... أحنا فوك و همه
تحت...بعدين آني و أنت مدوخينهم...ما خلينا واحد ما طرنا فوكاه و ضركنا عليه
الطائر الأول : صدك و الله...آني و أنت دوخناها هالمنطقة
من راس الشارع الى آخره
قطع حوار الطائران طفل صغير ذو العشر ربيعا و قال لهم و هو يمسك بالقفص الذي
يحويهما " كافي اليوم نزهه على السطوح و زقزقة ...يكولون اليوم أكو عاصفة
ترابيه بالطريق و لازم أدخلكم جوه بعدين تطيرون أنتو و القفص مثل تلك المرًة من أطاح الهواء القوي القفص و لكيت البزونه تحوم حول القفص و أنتو الأثنين ملئتم القفص
بالضروك من خوفكم "
و حمل الطفل الصغير القفص و بداخله الطائران و هو يدمدم
بأغنيه خالدة الذكر زكيه جورج " طير...طير لا توكر أنصحك طير "
و
هكذا أحيانا حال بعض البشر